الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء
              أخبرنا محمد بن أحمد القاضي في كتابه ، ثنا محمد بن العباس ، ثنا محمد بن المثنى ، ثنا مطهر بن الهيثم بن الحجاج الطائي ، عن أبيه قال : حج سليمان بن عبد الملك فخرج حاجبه ذات يوم فقال : إن أمير المؤمنين قال : ابعثوا إلي فقيها أسأله عن بعض المناسك ، قال ، فمر طاوس فقالوا : هذا طاوس اليماني ، فأخذه الحاجب فقال : أجب أمير المؤمنين ، فقال : أعفني ، فأبى ، قال : فأدخله عليه فقال طاوس : فلما وقفت بين يديه قلت : إن هذا المجلس يسألني الله عنه ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، إن صخرة كانت على شفير جب في جهنم هوت فيها سبعين خريفا حتى استقرت قرارها ، أتدري لمن أعدها الله ؟ قال : لا ، ثم قال : ويلك ، لمن أعدها الله ؟ قلت : لمن أشركه الله في حكمه فجار . قال : فبكى لها .

              حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر ، ثنا أبو بكر بن معدان ، ثنا محمد بن سلام بن وارة ، حدثني أبو الحارث الكناني ، ثنا محمد بن عبد الله الأموي - وكان ثقة رضيا - حدثني ابن أبي رواد ، وكان قد بلغ ثمانين ، عن الزهري ، قال : نظر سليمان بن عبد الملك إلى رجل يطاف به بالكعبة له جمال وتمام ، فقال : يا ابن شهاب ، من هذا ؟ قلت : يا أمير المؤمنين ، هذا طاوس اليماني وقد أدرك عدة من الصحابة ، فأرسل إليه سليمان فأتاه ، فقال : لو ما حدثتنا ؟ فقال : حدثني أبو موسى الأشعري - رضي الله تعالى عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أهون الخلق على الله من ولي من أمر المسلمين شيئا فلم يعدل فيهم " ، فتغير وجه سليمان فأطرق طويلا ، ثم رفع رأسه ، فقال : لو ما حدثتنا ؟ فقال : حدثني رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال ابن شهاب : ظننت أنه أراد عليا - قال : دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى طعام في مجلس من مجالس قريش ، فقال : إن لكم على قريش حقا ولهم على الناس حق ما استرحموا فرحموا واستحكموا فعدلوا ، وائتمنوا فأدوا ، فمن لم يفعل ذلك فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ، لا يقبل الله منه صرفا ولا عدلا . فتغير وجه [ ص: 16 ] سليمان فأطرق طويلا ثم رفع رأسه فقال : لو ما حدثتني ؟ فقال : حدثني ابن عباس - رضي الله تعالى عنه - أن آخر آية نزلت في كتاب الله تعالى : واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله الآية .

              حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبو معمر ، عن ابن عيينة ، قال : قال عمر بن عبد العزيز لطاوس : ارفع حاجتك إلى أمير المؤمنين - يعني سليمان بن عبد الملك - فقال طاوس : ما لي إليه من حاجة ، قال : فكأنه قد عجب من ذلك ، قال سفيان : وحلف لنا إبراهيم بن ميسرة وهو مستقبل الكعبة : ورب هذه البنية ما رأيت أحدا الشريف والوضيع عنده بمنزلة إلا طاوسا .

              حدثنا أبو حامد بن جبلة ، ثنا محمد بن إسحاق ، ثنا عمر بن شبة ، ثنا أبو عاصم ، قال : زعم لي سفيان ، قال : جاء ابن لسليمان بن عبد الملك فجلس إلى جنب طاوس ، فلم يلتفت إليه ، فقيل له : جلس إليك ابن أمير المؤمنين فلم تلتفت إليه ، قال : أردت أن يعلم أن لله عبادا يزهدون فيما في يديه .

              حدثنا أبو بكر بن مالك ، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ، حدثني أبي ، ثنا عبد الرزاق ، ثنا معمر ، عن ابن طاوس ، قال : كنت لا أزال أقول لأبي : إنه ينبغي أن تخرج على هذا السلطان وأن تقعد به ، قال : فخرجنا حجاجا فنزلنا في بعض القرى وفيها عامل لمحمد بن يوسف أو أيوب بن يحيى ، يقال له : ابن نجيح ، وكان من أخبث عمالهم ، فشهدنا صلاة الصبح في المسجد ، فإذا ابن نجيح قد أخبر بطاوس ، فجاءه فقعد بين يديه فسلم عليه فلم يجبه ، فكلمه فأعرض عنه ، ثم عدل إلى الشق الأيسر فأعرض عنه ، فلما رأيت ما به قمت إليه فمددت بيده وجعلت أسأله ، وقلت له : إن أبا عبد الرحمن لم يعرفك ، قال : بلى ، معرفته به فعل بي ما رأيت ، قال : فمضى وهو ساكت لا يقول لي شيئا ، فلما دخلت المنزل التفت إلي فقال لي : يا لكع ، بينما أنت زعمت أن تخرج عليهم بسيفك لم تستطع أن تحبس عنهم لسانك .

              ( أدرك ) طاوس خمسين رجلا من الصحابة وعلمائهم وأعلامهم - رضي الله تعالى عنهم - ونفعنا بهم بمنه . وأكثر روايته عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنه - .

              [ ص: 17 ] روى عنه مجاهد ، وعطاء ، وعمرو بن دينار ، وإبراهيم بن ميسرة ، وأبو الزبير ، ومحمد بن المنكدر ، والزهري ، وحبيب بن أبي ثابت ، وعبد الملك بن ميسرة ، والحكم ، وليث بن أبي سليم ، والضحاك بن مزاحم ، وعبد الكريم بن أبي المخارق ، ووهب بن منبه ، والمغيرة بن حكيم الصنعاني ، وعبد الله بن طاوس .

              فمن غريب حديثه ما رواه عن ابن عباس .

              حدثنا أبو بكر بن خلاد ، ثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي ، ثنا علي بن المديني ح . وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا بشر بن موسى الحميدي ح . وحدثنا مخلد بن جعفر ، ثنا جعفر الفريابي ، ثنا عثمان بن أبي شيبة ، قالوا : ثنا سفيان بن عيينة ، ثنا سليمان الأحول - خال ابن أبي نجيح - قال : سمعت طاوسا يقول : سمعت ابن العباس - رضي الله تعالى عنه - يقول : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال : " اللهم لك الحمد أنت الحق وقولك الحق ، ووعدك الحق ، ولقاؤك حق ، والجنة حق ، والنار حق ، والساعة حق ، ومحمد حق ، والنبيون حق ، اللهم لك أسلمت ، وبك آمنت ، وعليك توكلت ، وإليك أنبت ، وبك خاصمت ، وإليك حاكمت ، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت ، وما أسررت وما أعلنت ، أنت المقدم وأنت المؤخر ، لا إله إلا أنت - أو قال : لا إله غيرك - شك سفيان - قال سفيان : وزاد فيه عبد الكريم : ولا حول ولا قوة إلا بك " . ولم يقلها سليمان ، هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث ابن عيينة وابن جريج ، عن سليمان ، ورواه عن طاوس أبو الزبير ، وقيس بن سعد ، وعبد الكريم ، فممن رواه عن أبي الزبير عبيد الله بن عمر ومالك بن أنس ، ورواه عن قيس عمران بن مسلم القصير .

              حدثنا عبد الله بن جعفر ، ثنا إسماعيل بن عبد الله ، ثنا مسلم بن إبراهيم ، ثنا وهيب ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنه - ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " العين حق ، وإن كان شيء سابق القدر سبقته العين ، وإذا استغسلتم فاغتسلوا " .

              هذا حديث صحيح ثابت حدث به مسلم في صحيحه عن حجاج الشاعر ، عن مسلم بن إبراهيم .

              حدثنا محمد بن أحمد بن [ ص: 18 ] الحسن ، ثنا بشر بن موسى ، ثنا خلاد بن يحيى ، ثنا قيس بن الربيع ، عن إسماعيل بن مسلم ، عن عمرو بن دينار ، عن طاوس ، عن ابن عباس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا تقام الحدود في المساجد ولا يقاد الوالد بالولد " .

              حديث غريب من حديث طاوس ، تفرد به إسماعيل ، عن عمرو ، ورواه عيسى بن يونس وعمرو بن شقيق وابن فضيل ، عن إسماعيل نحوه .

              حدثنا أبو عمرو بن حمدان ، ثنا الحسن بن سفيان ، ثنا يحيى بن موسى بن زكريا ، ثنا محمد بن سليمان بن مسمول ، أخبرني عبيد الله بن سلمة بن هرم ، عن أبيه ، عن طاوس ، عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنه - : أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشهادة ، فقال : " هل ترى الشمس ؟ قال : نعم . قال : فعلى مثلها فاشهد أو دع " .

              غريب من حديث طاوس ، تفرد به عبيد الله بن سلمة ، عن أبيه .

              حدثنا أبو بكر بن عبيد الله بن يحيى الطلحي ، ثنا أحمد بن قيس الكلدي ، ثنا محمد بن خلف ، ثنا آدم بن أبي إياس ، ثنا أبو نمير ، ثنا أبو كثير ، عن عبد الله بن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنه - ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يقول الله تعالى : إنما أتقبل الصلاة ممن تواضع لعظمتي ولم يتعاظم على خلقي ، وكف نفسه عن الشهوات ابتغاء مرضاتي ، فقطع نهاره بذكري ، ولم يبت مصرا على خطيئة ، يطعم الجائع ويكسو العاري ويرحم الضعيف ويأوي الغريب " . فذلك الذي يضيء وجهه كما يضيء نور الشمس ، يدعوني فألبي ، ويسألني فأعطي ، ويقسم علي فأبر قسمه ، أجعل له في الجهالة علما ، وفي الظلمة نورا ، أكلؤه بقوتي ، وأستحفظه ملائكتي ، فمثله عندي كمثل الفردوس في الجنان ، لا تيبس ثمارها ولا يتغير حالها " .

              غريب من حديث طاوس ، لا أعلمه مرفوعا إلا من هذا الوجه .

              حدثنا سليمان بن أحمد بن زكرياء الإيادي بمدينة جبلة ، ثنا يزيد بن قيس ، ثنا عبد الحميد بن عبد الله بن أبي رواد ، عن إبراهيم بن طهمان ، عن الحكم بن عيينة ، عن طاوس ، عن ابن عباس [ ص: 19 ] - رضي الله تعالى عنه - قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن بمنى يقول : " لو يعلم أهل الجمع بمن حلوا لاستبشروا بالفضل بعد المغفرة " .

              غريب من حديث طاوس ، تفرد به عنه الحكم . ورواه عن الحكم الحسن بن عمارة أيضا مثله .

              حدثنا عبد الله بن محمد بن زكرياء ، ثنا إسماعيل بن عمرو ، ثنا مسعر بن كدام ، عن عبد الكريم المعلم ، عن طاوس ، عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنه - قال : سئل النبي صلى الله عليه وسلم : " من أحسن الناس قراءة ؟ قال : من إذا سمعته يقرأ رأيت أنه يخشى الله " .

              غريب من حديث مسعر لم يروه عنه مرفوعا موصولا إلا إسماعيل ، ورواه ابن لهيعة عن عمرو بن دينار ، عن طاوس نحوه .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا يحيى بن عثمان بن صالح ، ثنا أبي ، ثنا ابن لهيعة ، عن عمرو بن دينار ، عن طاوس ، عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن أحسن الناس قراءة من قرأ القرآن يتحزن به " .

              حدثنا سليمان ، ثنا علي بن سعيد الرازي ، ثنا أبو حسان الزيادي ، ثنا شعيب بن صفوان ، عن عطاء بن السائب ، عن طاوس ، عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنه - عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : "إن الله تبارك وتعالى حرم هذا البلد يوم خلق السماوات والأرض ، وصاغه حين صاغ الشمس والقمر ، وما حياله من السماء حرام ، وإنه لم يحل لأحد قبلي وإنما أحل لي ساعة من نهار ، ثم عاد كما كان . فقيل له : هذا خالد بن الوليد يقتل . فقال : قم يا فلان فأت خالد بن الوليد فقل له فليرفع يده من القتل . فأتاه الرجل فقال له : إن نبي الله صلى الله عليه وسلم يقول : اقتل من قدرت عليه . فقتل سبعين إنسانا ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له ، فأرسل إلى خالد فقال : ألم أنهك عن القتل ؟ فقال : جاءني فلان فأمرني أن أقتل من قدرت عليه ، فأرسل إليه : ألم آمرك . فقال : أردت أمرا وأراد الله أمرا فكان أمر الله فوق أمرك وما استطعت إلا الذي كان . فسكت عنه النبي صلى الله عليه وسلم وما رد عليه شيئا " .

              غريب من حديث طاوس وعطاء ، تفرد به عنه شعيب بن صفوان .

              حدثنا محمد بن أحمد بن إبراهيم ، ثنا محمد بن الحسين بن مكرم ، ثنا عبد الله بن عمر بن أبان ، ثنا محمد [ ص: 20 ] بن الحارث ، ثنا محمد بن مسلم ، حدثني إبراهيم بن ميسرة ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنه - قال : لما حاصر رسول الله صلى الله عليه وسلم الطائف خرج رجل من الحصن ، فاحتمل رجلا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ليدخله الحصن . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من يستنقذه وله الجنة ؟ فقام العباس فمضى ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : امض ومعك جبريل وميكائيل . قال : فاحتملهما حتى وضعهما بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم " .

              حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، ثنا الحسن بن علي بن الوليد ، ثنا عبد الرحمن بن نافع درخت ، ثنا موسى بن رشيد ، عن أبي عبيد الشامي ، عن طاوس ، عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من أخذ على القرآن أجرا فقد تعجل حسناته في الدنيا ، والقرآن يخاصمه يوم القيامة " . غريب من حديث طاوس لم يروه عنه إلا أبو عبد الله الشامي ، وهو مجهول ، وفي حديثه نكارة .

              حدثنا محمد بن جعفر بن الهيثم ، ثنا محمد بن جعفر بن شاكر ، ثنا محمد بن سابق ، ثنا مسعر ، عن حبيب بن أبي ثابت ، عن طاوس ، عن ابن عمر ، عن النبي صلى الله عليه وسلم : " صلاة الليل مثنى مثنى ، فإذا خفت الصبح فركعة " .

              هذا حديث صحيح ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير وجه . ورواه عن طاوس عمرو بن دينار ، وسليمان التيمي مثله .

              حدثنا أبو بكر الطلحي ، ثنا أحمد بن محمد بن أبي موسى الكندي ، ثنا أبو نعيم ، ثنا سفيان ، عن حنظلة ، عن طاوس ، عن ابن عمر - رضي الله تعالى عنه - . قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " المكيال مكيال أهل المدينة ، والوزن وزن أهل مكة " .

              غريب من حديث طاوس وحنظلة ، ولا أعلم رواه عنه متصلا إلا الثوري .

              حدثنا سفيان بن أحمد بن عمرو البزار ، ثنا خالد بن يوسف السمتي ، ثنا عبد النور بن عبد الله ، عن عبد الملك بن أبي سليمان ، عن ليث ، عن طاوس ، عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اللهم إنك أولعتهم بعمار يدعوهم إلى الجنة [ ص: 21 ] ويدعونه إلى النار " .

              غريب من حديث طاوس لم يروه عنه إلا ليث وعبد النور من أهل الكوفة من أهل الشيعة ، تفرد بهذا الحديث عن عبد الملك عن ليث .

              حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد الجرجاني ، ثنا علي بن الحسين بن حيان ، ثنا داود بن رشيد ، ثنا عمرو بن أيوب الموصلي ، ثنا إبراهيم بن نافع ، عن سليمان الأحول ، عن طاوس ، عن عبد الله بن عمرو بن العاص - رضي الله تعالى عنه - قال : رآني النبي صلى الله عليه وسلم وعلي ثوبان معصفران ، فقال : " أمك أمرتك بهذا ؟ قلت : أغسلهما ؟ قال : بل احرقهما " . صحيح أخرجه مسلم في صحيحه ، عن داود بن رشيد ، عن عمرو .

              حدثنا أبو إسحاق بن حمزة ، ثنا محمد بن علوس بن الحسين الجرجاني ، ثنا علي بن المثنى ، حدثني يعقوب بن خليفة بن يوسف الأعشى ، حدثني محمد بن مسلم ، عن إبراهيم بن ميسرة ، عن طاوس ، عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " الجلاوزة والشرط وأعوان الظلمة كلاب النار " . غريب من حديث طاوس ، تفرد به محمد بن مسلم الطائفي ، عن إبراهيم عنه .

              حدثنا محمد بن عمر بن غالب ، ثنا موسى بن هارون ، ثنا إسحاق بن راهويه ، ثنا الفضل بن موسى ، عن معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن عبد الله بن الزبير ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من شهر سيفه ثم وضعه فدمه هدر " . يعني وضعه : ضرب به . تفرد به الفضل عن معمر مجردا .

              حدثنا عبد الله بن جعفر ، ثنا يونس بن حبيب ، ثنا أبو داود الطيالسي ، ثنا زمعة بن صالح ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " حق على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام كاغتساله من الجنابة ، يغسل رأسه وجسده ، يجعل ذلك يوم الجمعة " .

              حدثنا أحمد بن جعفر بن معبد ، ثنا يحيى بن مطرف ، ثنا مسلم بن إبراهيم ، ثنا وهيب ، ثنا ابن طاوس ، عن أبيه ، عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال : قال رسول الله [ ص: 22 ] صلى الله عليه وسلم : " فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذا - ، وعقد بيده تسعين " . هذا حديث صحيح متفق عليه من حديث وهيب .

              حدثنا محمد بن عمر ، ثنا عبد الله بن محمد بن ناجية ، ثنا سويد بن سعيد ، ثنا عثمان بن عبد الرحمن الجمحي ، ثنا عبد الله بن طاوس ، عن أبيه ، عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الدجال فقال : " تلده أمه مقبورة فتحمل النساء بالخطائين " . تفرد به عثمان الجمحي عن عبد الله .

              حدثنا محمد بن علي بن سهل بن الإمام ، ثنا الفضل بن صالح الهاشمي ، ثنا صالح بن عبد الله ، ثنا محمد بن علي بن إسماعيل بن سهل بن دلاء الترمذي ، ثنا سفيان بن عامر ، عن عبد الله بن طاوس قال : أشهد على أبي قال : أشهد على جابر بن عبد الله - رضي الله تعالى عنه - أنه قال : أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : " أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله ، فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها ، وحسابهم على الله " .

              حدثنا محمد بن عمر بن سلم ، ثنا محمود بن محمد ، ثنا عمر بن صالح ، ثنا محمد بن الفضل بن عطية ، عن أبيه ، عن طاوس ، عن جابر بن عبد الله رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يقرأ الحائض ولا الجنب شيئا من القرآن " .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا عمر بن الحسين الأنماطي البغدادي ، ثنا عبد المنعم بن إدريس ، ثنا أبي ، عن وهب بن منبه ، عن طاوس ، عن أنس بن مالك - رضي الله تعالى عنه - قال :سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لعلي بن أبي طالب - كرم الله وجهه - : " يا علي ، استكثر من المعارف من المؤمنين ، فكم من معرفة في الدنيا بركة في الآخرة . فمضى علي - رضي الله تعالى عنه - فأقام حينا لا يلقى أحدا إلا اتخذه للآخرة ، ثم جاء من بعد فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : ما فعلت فيما أمرتك ؟ فقال : قد فعلت يا رسول الله ، فقال له عليه [ ص: 23 ] السلام : اذهب قابل أخبارهم ، فأتى علي النبي صلى الله عليه وسلم وهو منكس رأسه ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبتسم : ما أحسب يا علي ثبت معك إلا أبناء الآخرة . فقال له علي : لا والذي بعثك بالحق ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين ) يا علي أقبل على شأنك ، واملك لسانك ، واعقل من تعاشره من أهل زمانك تكن سالما غانما " .

              غريب من حديث طاوس ، تفرد به وهب ، لم نكتبه إلا من هذا الوجه .

              حدثنا أحمد بن جعفر بن سلم ، ثنا العباس بن علي النسائي ، ثنا محمد بن علي بن خلف ، ثنا حسين الأشقر ، ثنا ابن عيينة ، عن عمرو بن دينار ، عن طاوس ، عن بريدة ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من كنت مولاه فعلي مولاه " . غريب من حديث طاوس لم نكتبه إلا من هذا الوجه .

              حدثنا سليمان ، ثنا إسحاق بن إبراهيم ، ثنا عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ابن طاوس ، عن أبيه ، عن عائشة رضي الله تعالى عنها قالت : " كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى مخيلة تغير وجهه ودخل وخرج وأقبل وأدبر ، فإذا أمطرت سري عنه ، فذكرت ذلك له فقال : ما أمنت أن يكون كما قال الله عز وجل : فلما رأوه عارضا مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا بل هو ما استعجلتم به ريح فيها عذاب أليم .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية