الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        5506 حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا هشام أخبرنا معمر عن الزهري أخبرتني هند بنت الحارث عن أم سلمة قالت استيقظ النبي صلى الله عليه وسلم من الليل وهو يقول لا إله إلا الله ماذا أنزل الليلة من الفتنة ماذا أنزل من الخزائن من يوقظ صواحب الحجرات كم من كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة قال الزهري وكانت هند لها أزرار في كميها بين أصابعها

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        الحديث الثاني قوله : ( كم من كاسية في الدنيا عارية يوم القيامة ) قال ابن بطال قرن النبي - صلى الله عليه وسلم - نزول الخزائن بالفتنة إشارة إلى أنها تسبب عنها ، وإلى أن القصد في الأمر خير من الإكثار وأسلم من الفتنة ، ومطابقة حديث أم سلمة هذا للترجمة من جهة أنه - صلى الله عليه وسلم - حذر من لباس الرقيق من الثياب الواصفة لأجسامهن لئلا يعرين في الآخرة ، وفيما حكاه الزهري عن هند ما يؤيد ذلك قال : وفيه إشارة إلى أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يكن يلبس الثياب الشفافة لأنه إذا حذر من لبسها من ظهور العورة كان أولى بصفة [ ص: 316 ] الكمال من غيره ا ه ، وهو مبني على أحد الأقوال في تفسير المراد بقوله : " كاسية عارية " كما سيأتي بيانه في كتاب الفتن ، ويحتمل أن يكون الحديثان دالين على الترجمة بالتوزيع . فحديث عمر مطابق للبسط وحديث أم سلمة مطابق للباس ، والمراد بقوله يتجزى أي فيما يتعلق بنفسه وبأهله .

                                                                                                                                                                                                        قوله : ( قال الزهري : وكانت هند لها أزرار في كميها بين أصابعها ) هو موصول بالإسناد المذكور إلى الزهري ، وقوله : " أزرار " وقع للأكثر وفي رواية أبي أحمد الجرجاني " إزار " براء واحدة وهو غلط ، والمعنى أنها كانت تخشى أن يبدو من جسدها شيء بسبب سعة كميها فكانت تزرر ذلك لئلا يبدو منه شيء فتدخل في قوله " كاسية عارية " .




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية