الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
5368 - وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إذا كان أمراؤكم خياركم ، وأغنياؤكم سمحاءكم ، وأموركم شورى بينكم ، فظهر الأرض خير لكم من بطنها ، وإذا كان أمراؤكم شراركم ، وأغنياؤكم بخلاءكم ، وأموركم إلى نسائكم ، فبطن الأرض خير لكم من ظهرها " . رواه الترمذي ، وقال : حديث غريب .

التالي السابق


5368 - ( وعن أبي هريرة قال : قال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - : " إذا كان " ) ولفظ الجامع : إذا كانت ( أمراؤكم خياركم ) أي : أتقياءكم ( وأغنياؤكم سمحاءكم ) أي : أسخياءكم ، واحدة سمح ، فكأنه جمع سميح بمعنى سمح ( " وأموركم شورى بينكم " ) مصدر بمعنى التشاور أي : ذوات شورى على تقدير مضاف ، أو على أن المصدر بمعنى المفعول أي متشاور فيها ، ومنه قوله تعالى : وأمرهم شورى بينهم وقد قال سبحانه عز وجل لنبيه - صلى الله عليه وسلم : وشاورهم في الأمر ، والمعنى : ما دمتم متشاورين في أموركم ، ( فظهر الأرض خير لكم من بطنها ) أي : لأجل أنهم عاملون بما في الكتاب والسنة ، وطوبى لمن طال عمره وحسن عمله ( وإذا كان أمراؤكم شراركم ) أي : بالفسق والظلم ( وأغنياؤكم بخلاءكم ) أي : بقلة الرحمة والشفقة ( وأموركم إلى نسائكم ) أي : مفوض إلى رأيهن ، والحال أنهن من ناقصات العقل والدين ، وقد ورد : شاوروهن وخالفوهن ، وفي معناهن كل من يكون في مرتبة حالهن من الرجال ممن يغلب عليه حب الجاه والمال ، ولم يعلم ما يتعلق بضرر الدين ووبال المال ، ( فبطن الأرض خير لكم من ظهرها ) أي : فإن من لم يغلب خيره شره فالموت خير له . ( رواه الترمذي ، وقال : هذا حديث غريب ) .




الخدمات العلمية