الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              المسألة الحادية عشرة : قوله : { وكلوا واشربوا ولا تسرفوا }

                                                                                                                                                                                                              الإسراف : تعدي الحد ; فنهاهم عن تعدي الحلال إلى الحرام .

                                                                                                                                                                                                              وقيل : ألا يزيدوا على قدر الحاجة .

                                                                                                                                                                                                              وقد اختلف فيه على قولين : فقيل : هو حرام . وقيل : هو مكروه ; وهو الأصح ; فإن قدر الشبع يختلف باختلاف البلدان والأزمان والأسنان والطعمان . وقد ثبت في الصحيح { أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر لرجل كافر بحلاب سبع شياه ، فشربها ثم آمن ، فلم يقدر على أكثر من حلب شاة . قال النبي صلى الله عليه وسلم : المؤمن يأكل في معى واحد ، والكافر يأكل في سبعة أمعاء } ; وذلك أن القلب لما تنور بالتوحيد نظر إلى الطعام بعين التقوى على الطاعة ، فأخذ منه قدر الحاجة ، وحين كان مظلما بالكفر كان أكله كالبهيمة ترتع حتى تثلط . [ ص: 311 ]

                                                                                                                                                                                                              وقد قال بعض شيوخ الصوفية : إن الأمعاء السبعة كناية عن أسباب سبعة يأكل بها النهم : يأكل للحاجة ، والخبر ، والنظر ، والشم ، واللمس ، والذوق ، ويزيد استغناما .

                                                                                                                                                                                                              وقد مهدناه في شرح الصحيح . والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية