الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                      ( وجلد الثعلب كلحمه ) على الخلاف فيه والمذهب لا يؤكل لحمه فلا يدبغ جلده ولا ينتفع به ( ولبن الميتة ) نجس لأنه مائع لاقى وعاء نجسا فتنجس ( وإنفحتها ) بكسر الهمزة وتشديد الحاء المهملة وقد تكسر الفاء : شيء يستخرج من بطن الجدي الراضع أصفر فيصر في صوفة فيغلظ كالجبن قاله في القاموس : نجسة ، لما تقدم ( وجلدتها ) أي جلدة إنفحة الميتة نجسة ( وعظمها ) أي الميتة ( وقرنها وظفرها وعصبها وحافرها وأصول شعرها ) إذا نتف .

                                                                                                                      ( و ) أصول [ ص: 57 ] ( ريشها إذا نتف وهو رطب أو يابس : نجس ) لأنه من جملة أجزاء الميتة ، أشبه سائرها ولأن أصول الشعر ، والريش جزء من اللحم لم يستكمل شعرا ولا ريشا ( وصوف ميتة طاهرة في الحياة ) كالغنم طاهر ( وشعرها ووبرها وريشها ) طاهر ( ولو ) كانت غير ( مأكولة كهر وما دونها في الخلقة ) كابن عرس والفأر ، لقوله تعالى { ومن أصوافها وأوبارها وأشعارها أثاثا ومتاعا إلى حين } والآية سيقت للامتنان فالظاهر شمولها الحياة والموت والريش مقيس على هذه الثلاثة تتمة حرم في المستوعب نتف ذلك من حي لإيلامه وكرهه في النهاية .

                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                      الخدمات العلمية