الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ بدء الأسرة الإدريسية بالمغرب ] وأفلت من المنهزمين إدريس بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي ، فأتى مصر وعلى بريدها واضح مولى صالح بن المنصور ، وكان شيعيا لعلي ، فحمله على البريد إلى أرض المغرب ، فوقع بأرض طنجة ، بمدينة وليلة ، فاستجاب له من بها من البربر . فضرب الهادي عنق واضح وصلبه .

وقيل : إن الرشيد هو الذي قتله . وإن الرشيد دس على إدريس الشماخ اليمامي ، [ ص: 263 ] مولى المهدي ، فأتاه وأظهر أنه من شيعتهم ، وعظمه ، وآثره على نفسه ، فمال إليه إدريس ، وأنزله عنده .

ثم إن إدريس شكا إليه مرضا في أسنانه ، فوصف له دواء ، وجعل فيه سما ، وأمره أن يستن به عند طلوع الفجر ، فأخذه منه ، وهرب الشماخ ، ثم استعمل إدريس الدواء ، فمات منه ، فولى الرشيد الشماخ بريد مصر .

ولما مات إدريس بن عبد الله خلف مكانه ابنه إدريس بن إدريس وأعقب بها ، وملكوها ، ونازعوا بني أمية في إمارة الأندلس على ما نذكره إن شاء الله تعالى .

وحملت الرءوس إلى الهادي ، فلما وضع رأس الحسين بين يدي الهادي قال : كأنكم قد جئتم برأس طاغوت من الطواغيت ! إن أقل ما أجزيكم به أن أحرمكم جوائزكم ، فلم يعطهم شيئا .

وكان الحسين شجاعا ، كريما ، قدم على المهدي ، فأعطاه أربعين ألف دينار ، ففرقها في الناس ببغداذ والكوفة ، وخرج من الكوفة لا يملك ما يلبسه إلا فروا ليس تحته قميص .

التالي السابق


الخدمات العلمية