الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                صفحة جزء
                                الحديث الثالث :

                                قال :

                                698 731 - حدثنا عبد الأعلى بن حماد ، ثنا وهيب ، قال : ثنا موسى بن عقبة ، عن سالم أبي النضر ، عن بسر بن سعيد ، عن زيد بن ثابت ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اتخذ حجرة - قال : حسبت أنه قال : من حصير - في رمضان ، فصلى فيها ليالي ، فصلى بصلاته ناس من أصحابه ، فلما علم بهم جعل يقعد ، فخرج إليهم ، فقال : ( قد عرفت الذي رأيت من صنيعكم ، فصلوا -أيها الناس- في بيوتكم ؛ فإن أفضل الصلاة صلاة المرء في بيته ، إلا المكتوبة ) .

                                التالي السابق


                                وخرجه - أيضا - في ( الاعتصام ) من كتابه هذا من طريق عفان ، عن وهيب ، به ، وقال فيه : اتخذ حجرة في المسجد من حصير ، ولم يذكر فيه شكا .

                                [ ص: 282 ] وخرجه - أيضا - من رواية عبد الله بن سعيد ، عن سالم مولى أبي النضر ، ولفظ حديثه : احتجر رسول الله صلى الله عليه وسلم حجيرة مخصفة - أو حصيرا - فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي فيها ، وذكر الحديث .

                                وهذه الحجرة هي المذكورة في حديث عائشة المتقدم ، وقد تبين أنها لم تكن تمنع رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لمن صلى وراءها خلفه .

                                وقد روى ابن لهيعة حديث زيد بن ثابت هذا ، عن موسى بن عقبة ، بهذا الإسناد ، وذكر أن موسى كتب به إليه ، واختصر الحديث وصحفه ، فقال : ( احتجم رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد ) فقيل لابن لهيعة : مسجد بيته ؟ قال : لا ، مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم .

                                وقد خرج حديثه هذا الإمام أحمد .

                                وقوله : ( احتجم ) غلط فاحش ؛ وإنما هو : ( احتجر ) ، أي : اتخذ حجرة .

                                وهذا آخر ( أبواب : الإمامة ) ، وبعدها ( أبواب : صفة الصلاة ) .



                                الخدمات العلمية