الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى : لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه [ ص: 527 ] أخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ، ومسلم ، والترمذي ، والنسائي ، وأبو يعلى ، وابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، وابن خزيمة ، وابن حبان ، وأبو الشيخ ، والحاكم ، وابن مردويه ، والبيهقي في "الدلائل"، عن أبي سعيد الخدري قال : اختلف رجلان، رجل من بني خدرة وفي لفظ : تماريت أنا ورجل من بني عمرو بن عوف في المسجد الذي أسس على التقوى، فقال الخدري : هو مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم . وقال العمري : هو مسجد قباء . فأتيا رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألاه عن ذلك، فقال : هو هذا المسجد . لمسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال : في ذلك خير كثير . يعني مسجد قباء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ، وعبد بن حميد ، والزبير بن بكار في "أخبار المدينة"، وأبو يعلى ، وابن حبان ، والطبراني ، والحاكم في "الكنى"، وابن مردويه ، عن سهل بن سعد الساعدي قال : اختلف رجلان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد الذي أسس على التقوى، فقال أحدهما : هو مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم . وقال الآخر : هو مسجد قباء . فأتيا النبي صلى الله عليه وسلم فسألاه، فقال : هو مسجدي هذا .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 528 ] وأخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ، وابن المنذر وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، والخطيب، والضياء في "المختارة"، عن أبي بن كعب قال : سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن المسجد الذي أسس على التقوى، فقال : هو مسجدي هذا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الطبراني ، والضياء المقدسي في "المختارة"، عن زيد بن ثابت، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن المسجد الذي أسس على التقوى، فقال : هو مسجدي هذا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، والطبراني ، وابن مردويه ، من طريق عروة، عن زيد بن ثابت قال : المسجد الذي أسس على التقوى من أول يوم مسجد النبي صلى الله عليه وسلم . قال عروة : مسجد النبي صلى الله عليه وسلم خير منه، إنما أنزلت في مسجد قباء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وابن مردويه ، عن ابن عمر قال : المسجد الذي أسس على التقوى مسجد النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وأبو الشيخ ، وابن مردويه ، عن أبي سعيد الخدري قال : المسجد الذي أسس على التقوى هو مسجد النبي صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج الزبير بن بكار، وابن جرير ، وابن المنذر ، من طريق عثمان بن عبيد الله، عن ابن عمر، وأبي سعيد الخدري، وزيد بن ثابت قالوا : المسجد [ ص: 529 ] الذي أسس على التقوى مسجد الرسول .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وأبو الشيخ ، عن سعيد بن المسيب قال : المسجد الذي أسس على التقوى مسجد المدينة الأعظم .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن جرير ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم ، والبيهقي في "الدلائل"، عن ابن عباس في قوله : لمسجد أسس على التقوى يعني مسجد قباء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن محمد بن سيرين، أنه كان يرى كل مسجد بني بالمدينة أسس على التقوى .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي حاتم عن عمار الدهني قال : دخلت مسجد قباء أصلي فيه، فأبصرني أبو سلمة فقال : أحببت أن تصلي في مسجد أسس على التقوى من أول يوم؟ فأخبرني أن ما بين الصومعة إلى القبلة زيادة زادها عثمان .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج أبو الشيخ ، عن الضحاك في قوله : لمسجد أسس على التقوى قال : هو مسجد قباء .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، والترمذي ، والحاكم وصححاه، وابن ماجه ، عن أسيد بن ظهير، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : صلاة في مسجد قباء كعمرة . قال [ ص: 530 ] الترمذي : لا نعرف لأسيد بن ظهير شيء يصح غير هذا الحديث .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن سعد عن ظهير بن رافع الحارثي، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من صلى في مسجد قباء يوم الاثنين والخميس، انقلب بأجر عمرة .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، والحاكم وصححه، عن ابن عمر قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر الاختلاف إلى قباء ماشيا وراكبا .

                                                                                                                                                                                                                                      وأخرج ابن أبي شيبة ، وأحمد ، والنسائي ، وابن ماجه ، عن سهل بن حنيف قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من خرج حتى يأتي هذا المسجد؛ مسجد قباء، فيصلي فيه، كان كعدل عمرة .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية