الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 3496 ] الفصل الثالث

5508 - عن عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " ينزل عيسى ابن مريم إلى الأرض ، فيتزوج ، ويولد له ، ويمكث خمسا وأربعين سنة ، ثم يموت ، فيدفن معي في قبري ، فأقوم أنا وعيسى ابن مريم في قبر واحد بين أبى بكر وعمر " . رواه ابن الجوزي في ( كتاب الوفاء ) .

التالي السابق


الفصل الثالث

وهذا الباب خال عن الفصل الثاني

5508 - ( عن عبد الله بن عمرو قال : قال رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم : " ينزل عيسى ابن مريم إلى الأرض ، فيتزوج ، ويولد له ، ويمكث خمسا وأربعين سنة " ) ، وهذا بظاهره يخالف قول من قال : إن عيسى رفع به إلى السماء ، وعمره ثلاث وثلاثون ، ويمكث في الأرض بعد نزوله سبع سنين ، فيكون مجموع العدد أربعين ، لكن حديث مكثه سبعا رواه مسلم فيتعين الجمع بما ذكر ، أو ترجيح ما في الصحيح ، ولعل عدد الخمس ساقط من الاعتبار لإلغاء الكسر . ( " ثم يموت ، فيدفن معه " ) أي : مصاحبا لي ( " في قبري " ) أي : في مقبرتي ، وعبر عنها بالقبر لقرب قبره بقبره ، فكأنهما في قبر واحد ، ( " فأقوم أنا وعيسى في قبر واحد " ) أي : من مقبرة واحدة ، ففي القاموس : إن ( في ) تأتي بمعنى ( من ) وكذا في المغني ، ( " بين أبي بكر وعمر " ) رضي الله عنهما ، أي : حال كوننا قائمين واقفين بين أبي بكر وعمر ، فأحدهما عن يمينهما إيماء إلى تيمنه بالإيمان ، وأن الإيمان يمان ، والظاهر أنه أبو بكر ، والآخر عن يسارهما ليسر الإسلام وعزه به ، وهو عمر ، وسيأتي في فضائل سيد المرسلين عن عبد الله بن سلام برواية الترمذي عنه قال : مكتوب في التوراة صفة محمد وعيسى بن مريم يدفن معه .

قال أبو داود : وقد بقي في البيت موضع قبر أقوال . والظاهر اللائق بمقام عيسى - عليه الصلاة والسلام - أن يكون بين النبي - صلى الله تعالى عليه وسلم - وبين أبي بكر - رضي الله تعالى عنه - لكن سيأتي في كلام الجزري أنه يدفن بعد عمر ، ولعله نظر إلى تأخر الدفن باعتبار تأخر زمن الموت ، أو تكرمة لهذه الأمة ، وتعظيما للصحابيين الكريمين أن يكونا بين النبيين العظيمين ، والله سبحانه وتعالى أعلم . ( رواه ابن الجوزي في كتاب الوفاء ) .




الخدمات العلمية