الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون

                                                                                                                                                                                                إنا نحن نزلنا الذكر : رد لإنكارهم واستهزائهم في قولهم: وقالوا يا أيها الذي نزل عليه الذكر [الحجر: 6]; ولذلك قال: إنا نحن، فأكد عليهم أنه هو المنزل على القطع والبتات، وأنه هو الذي بعث به جبريل إلى محمد -صلى الله عليه وسلم- وبين يديه ومن خلفه رصد، حتى نزل وبلغ محفوظا من الشياطين وهو حافظه في كل وقت من كل زيادة ونقصان وتحريف وتبديل، بخلاف الكتب المتقدمة; فإنه لم يتول حفظها، وإنما استحفظها الربانيين والأحبار فاختلفوا فيما بينهم بغيا فكان التحريف، ولم يكل القرآن إلى غير حفظه.

                                                                                                                                                                                                [ ص: 400 ] فإن قلت: فحين كان قوله: إنا نحن نزلنا الذكر : ردا لإنكارهم واستهزائهم، فكيف اتصل بقوله: وإنا له لحافظون ؟

                                                                                                                                                                                                قلت: قد جعل ذلك دليلا على أنه منزل من عنده آية; لأنه لو كان من قول البشر أو غير آية، لتطرق عليه الزيادة والنقصان، كما يتطرق على كل كلام سواه، وقيل: الضمير في "له" لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- كقوله تعالى: والله يعصمك [المائدة: 67].

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية