الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون لقالوا إنما سكرت أبصارنا بل نحن قوم مسحورون

                                                                                                                                                                                                قرئ: "يعرجون" بالضم والكسر، و "سكرت": حيرت أو حبست من الإبصار، من السكر أو السكر، وقرئ: "سكرت" بالتخفيف أي: حبست كما يحبس النهر من الجري، وقرئ: "سكرت" من السكر، أي: حارت كما يحار السكران، والمعنى: أن هؤلاء المشركين بلغ من غلوهم في العناد: أن لو فتح لهم باب من أبواب السماء، ويسر لهم معراج يصعدون فيه إليها، ورأوا من العيان ما رأوا، لقالوا: هو شيء نتخايله لا حقيقة له، ولقالوا: قد سحرنا محمد بذلك، وقيل: الضمير للملائكة، أي: لو أريناهم الملائكة يصعدون في السماء عيانا لقالوا ذلك، وذكر الظلول ليجعل عروجهم بالنهار ليكونوا مستوضحين لما يرون، وقال: إنما، ليدل على أنهم يبتون القول بأن ذلك ليس إلا تسكيرا للأبصار.

                                                                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                                                                الخدمات العلمية