الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  241 (باب السواك)

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  أي هذا باب في بيان أحكام السواك، قال ابن سيده : السواك يذكر ويؤنث، والسواك كالمسواك، والجمع سوك، وقال أبو حنيفة : ربما همز، فقيل: سؤك، وأنشد الخليل لعبد الرحمن بن حسان رضي الله تعالى عنهما:


                                                                                                                                                                                  أغر الثنايا أحم اللثا ت تمنحه سؤك الإسحل



                                                                                                                                                                                  بالهمز، يقال: ساك الشيء سوكا دلكه، وساك فمه بالعود، واستاك مشتق منه، وفي الجامع: السواك والمسواك ما يدلك [ ص: 184 ] به الأسنان من العود، والتذكير أكثر، وهو نفس العود الذي يستاك به، وأصله المشي الضعيف، يقال: جاءت الغنم والإبل تستاك هزالا، أي لا تحرك رءوسها، وفي الصحاح يجمع على سوك، مثل كتاب وكتب، ويقال: ساك فمه، وإذا لم يذكر الفم يقال: استاك، وها هنا سؤالان الأول: ما وجه المناسبة بين هذا الباب والباب الذي قبله؟ والثاني: ما وجه ذكره بين الأبواب المذكورة ها هنا؟ الجواب عن الأول: أن كلا منهما يشتمل على الإزالة غير أن الباب الأول يشتمل على إزالة الدم، وهذا الباب يشتمل على إزالة رائحة الفم، وهذا القدر كاف، وعن الثاني: ظاهر وهو أن الأبواب كلها في أحكام الوضوء، وإزالة النجاسات، ونحوها، وباب السواك من أحكام الوضوء عند الأكثرين.




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية