الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          ومن سبق إلى مقبرة مسبلة قدم ، ثم يقرع ، وذكره صاحب المحرر ، إن استويا قدم بمزية ، نحو كونه عند أهله .

                                                                                                          ومتى علم أنه صار ترابا ومرادهم ظن ، ولهذا ذكر غير واحد : يعمل بقول أهل الخبرة جاز دفن غيره [ ص: 279 ] في الأصح ، وإلا لم يجز نص عليه ، ونقل أبو طالب تبقى عظامه مكانه ويدفن ، اختاره الخلال ، وذكر أبو المعالي في مقبرة مسبلة : إذا صار ترابا جاز الدفن والزراعة وغير ذلك ( و ) كذا أطلق ، والمراد ما لم يخالف شرط واقفه ، كتعيينه الجهة .

                                                                                                          وقال بعضهم : وإن غلب المسلمون على أرض الحرب لم تنبش قبورهم ، نص عليه ، ولا تنبش مقبرة عتيقة إلا لضرورة ، والمراد مع بقاء رمته ، وقد كان موضع مسجد النبي صلى الله عليه وسلم قبور المشركين ، فأمر بنبشها ، ونقل المروذي فيمن أوصى ببناء داره مسجدا فخرجت مقبرة ، فإن كانوا مسلمين لم يخرجوا وإلا أخرجت عظامهم ، ويتوجه : ويجوز نبش قبر الحربي لمال فيه ، ولا تصريح بخلافه بل هو ظاهر كلام من جوزه لمصلحة ، وفاقا للشافعية والمالكية ، واحتجت بأن الصحابة رضي الله عنهم نبشت قبر أبي رغال ، وكرهه مالك . ويحرم حفره في مسبلة قبل الحاجة ، ذكره ابن الجوزي ، وإن ثبت قول بجواز بناء بيت ونحوه فهاهنا كذلك ، وأولى ، ويتوجه هنا ما سبق في المصلى المفروش . ويحرم الدفن في مسجد ونحوه وينبش ، نص عليه ، وفي ملك غيره ، وللمالك نقله ، والأولى تركه ، وكرهه أبو المعالي ; لهتك حرمته .

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          الخدمات العلمية