الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      عفا الله عنك لم أذنت لهم حتى يتبين لك الذين صدقوا وتعلم الكاذبين .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: عفا الله عنك لم أذنت لهم كان صلى الله عليه وسلم قد أذن لقوم من [ ص: 445 ] المنافقين في التخلف لما خرج إلى تبوك ، قال ابن عباس : ولم يكن يومئذ يعرف المنافقين . قال عمرو بن ميمون: اثنتان فعلهما رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يؤمر بهما: إذنه للمنافقين ، وأخذه الفداء من الأسارى; فعاتبه الله كما تسمعون . قال مورق: عاتبه ربه بهذا . وقال سفيان بن عيينة: انظر إلى هذا اللطف ، بدأه بالعفو قبل أن يعيره بالذنب وقال ابن الأنباري: لم يخاطب بهذا لجرم أجرمه ، لكن الله وقره ورفع من شأنه حين افتتح الكلام بقوله: عفا الله عنك كما يقول الرجل لمخاطبه إذا كان كريما عليه: عفا الله عنك ، ما صنعت في حاجتي؟ ورضى الله عنك ، هلا زرتني .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: حتى يتبين لك الذين صدقوا فيه قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: أن معناه: حتى تعرف ذوي العذر في التخلف ممن لا عذر له .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: لو لم تأذن لهم ، لقعدوا وبان لك كذبهم في اعتذارهم . قال قتادة: ثم إن الله تعالى نسخ هذه الآية بقوله: فأذن لمن شئت منهم [النور:62] .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية