الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                          صفحة جزء
                                                                                                          623 حدثنا محمود بن غيلان حدثنا عبد الرزاق أخبرنا سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق عن معاذ بن جبل قال بعثني النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليمن فأمرني أن آخذ من كل ثلاثين بقرة تبيعا أو تبيعة ومن كل أربعين مسنة ومن كل حالم دينارا أو عدله معافر قال أبو عيسى هذا حديث حسن وروى بعضهم هذا الحديث عن سفيان عن الأعمش عن أبي وائل عن مسروق أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث معاذا إلى اليمن فأمره أن يأخذ وهذا أصح حدثنا محمد بن بشار حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عمرو بن مرة قال سألت أبا عبيدة بن عبد الله هل يذكر عن عبد الله شيئا قال لا

                                                                                                          التالي السابق


                                                                                                          قوله : ( أن آخذ من كل ثلاثين بقرة ) قال ابن الهمام : البقر من بقر إذا شق ، سمي به ؛ لأنه يشق الأرض ، وهو اسم جنس ، والتاء في بقرة للوحدة فيقع على الذكر والأنثى لا للتأنيث .

                                                                                                          قوله : ( ومن كل حالم دينارا ) أراد بالحالم من بلغ الحلم وجرى عليه حكم الرجال ، سواء احتلم أم لا ، والمراد به أخذ الجزية ممن لم يسلم ( أو عدله ) قال الخطابي : عدله أي ما يعادل قيمته من الثياب . قال الفراء : هذا عدل الشيء بكسر العين أي مثله في الصورة ، وهذا عدله بفتح العين إذا كان مثله في القيمة . وفي النهاية العدل بالكسر وبالفتح وهما بمعنى المثل ( معافر ) على وزن مساجد حي من همدان لا ينصرف لما فيه من صيغة منتهى الجموع وإليهم تنسب الثياب المعافرية ، والمراد هنا الثياب المعافرية كما فسره بذلك أبو داود .

                                                                                                          قوله : ( هذا حديث حسن ) وزعم ابن بطال أن حديث معاذ هذا متصل صحيح ، قال الحافظ : وفي الحكم بصحته نظر ؛ لأن مسروقا لم يلق معاذا إنما حسنه الترمذي لشواهده ، ففي الموطأ من طريق طاوس عن معاذ نحوه ، وطاوس عن معاذ منقطع أيضا ، وفي الباب عن علي عند أبي داود .

                                                                                                          قوله : ( وروى بعضهم هذا الحديث عن سفيان إلخ ) أي رواه بعضهم مرسلا بغير ذكر معاذ ، وهذا المرسل أخرجه ابن شيبة بسنده عن مسروق قال : بعث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- معاذا إلى اليمن فذكره كذا في نصب الراية .

                                                                                                          [ ص: 208 ]



                                                                                                          الخدمات العلمية