الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 449 ] ومنهم من يقول ائذن لي ولا تفتني ألا في الفتنة سقطوا وإن جهنم لمحيطة بالكافرين

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: ومنهم من يقول ائذن لي سبب نزولها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال للجد بن قيس: "يا جد ، هل لك في جلاد بني الأصفر ، لعلك أن تغنم بعض بنات الأصفر" فقال: يا رسول الله ، ائذن لي فأقيم ، ولا تفتني ببنات الأصفر . فأعرض عنه ، وقال: "قد أذنت لك" ونزلت هذه الآية ، قاله أبو صالح عن ابن عباس . وهذه الآية وما بعدها إلى قوله: إنما الصدقات في المنافقين .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: ومنهم يعني المنافقين (من يقول ائذن لي) أي: في القعود عن الجهاد ، وهو الجد بن قيس . وفي قوله: ولا تفتني أربعة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: لا تفتني بالنساء ، قاله ابن عباس ، ومجاهد ، وابن زيد .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: لا تكسبني الإثم بأمرك إياي بالخروج وهو غير متيسر لي ، فآثم بالمخالفة ، قاله الحسن ، وقتادة ، والزجاج .

                                                                                                                                                                                                                                      والثالث: لا تكفرني بإلزامك إياي الخروج ، قاله الضحاك .

                                                                                                                                                                                                                                      والرابع: لا تصرفني عن شغلي ، قاله ابن بحر .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: ألا في الفتنة سقطوا في هذه الفتنة أربعة أقوال .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدها: أنها الكفر ، قاله أبو صالح عن ابن عباس . والثاني: الحرج ، قاله علي بن أبي طلحة عن ابن عباس . والثالث: الإثم ، قاله قتادة ، والزجاج . والرابع: العذاب في جهنم ، ذكره الماوردي .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية