الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        59 [ ص: 154 ] ( 6 ) باب جامع الوضوء .

                                                                                                                        50 - مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ؛ أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سئل عن الاستطابة ، فقال : " أو لا يجد أحدكم ثلاثة أحجار ؟ " .

                                                                                                                        [ ص: 155 ]

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        [ ص: 155 ] 1811 - هكذا هذا الحديث عند جماعة رواة الموطأ إلا ابن القاسم في رواية سحنون ، رواه عن مالك ، عن هشام ، عن أبيه ، عن أبي هريرة .

                                                                                                                        1812 - ورواه بعض رواة بن بكير ، عن ابن بكير ، عن مالك ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن أبي هريرة .

                                                                                                                        1813 - وهذا خطأ وغلط ممن رواه عن مالك هكذا ، أو عن هشام أيضا ، أو عروة .

                                                                                                                        1814 - وإنما الاختلاف فيه عن هشام بن عروة :

                                                                                                                        1815 - فطائفة ترويه عن هشام بن عروة ، عن عمرو بن خزيمة المزني ، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت ، عن أبيه : " أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال : في الاستطابة ثلاثة أحجار ليس فيها رجيع ولا رمة " ، منهم أبو أمامة ، وعبدة بن سليمان ، وزائدة بن نمير .

                                                                                                                        1816 - ورواه ابن عيينة ، عن هشام بن عروة ، واختلف فيه عن ابن عيينة :

                                                                                                                        1817 - فرواه عبد الرزاق ، عن ابن عيينة ، عن هشام بن عروة ، عن أبي وجرة ، عن خزيمة بن ثابت ، عن النبي - عليه السلام - .

                                                                                                                        [ ص: 156 ] 1818 - ورواه إبراهيم بن المنذر ، عن ابن عيينة ، عن هشام بن عروة ، عن أبي وجرة ، عن عمارة بن خزيمة بن ثابت ، عن أبيه ، عن النبي - عليه السلام - .

                                                                                                                        1819 - ورواه الحميدي ، عن ابن عيينة ، عن هشام بن عروة ، عن أبيه ، عن النبي - عليه السلام - مرسلا كما رواه مالك .

                                                                                                                        1820 - وكذلك رواه ابن جريج ، عن هشام ، عن أبيه مرسلا كرواية مالك سواء .

                                                                                                                        1821 - ورواه معمر عن هشام بن عروة ، عن رجل من مزينة ، عن أبيه ، عن النبي - عليه السلام - والاختلاف فيه على هشام كثير .

                                                                                                                        1822 - قد تقصيناه في " التمهيد " .

                                                                                                                        [ ص: 157 ] 1823 - وهما حديثان عند هشام ، قد أوضحنا عللهما ، فمن أراد الوقوف على ذلك من جهة النقل تأمله في " التمهيد " .

                                                                                                                        1824 - وأما غير هشام فرواه أبو حازم ، عن مسلم بن قرظ ، عن عروة ، عن عائشة ، عن النبي - عليه السلام - .

                                                                                                                        1825 - وقد ذكرنا الأسانيد بذلك في التمهيد .

                                                                                                                        1826 - وأما ذكر أبي هريرة فلا مدخل له عند أهل العلم بالإسناد في هذا الحديث ، لا من حديث مالك ، ولا من حديث عروة .

                                                                                                                        1827 - وقد ثبت عن أبي هريرة من رواية أبي صالح وغيره عنه عن النبي - عليه السلام " أنه أمر بثلاثة أحجار ، ونهى عن الروث والرمة " .

                                                                                                                        1828 - وأما الاستطابة فهي إزالة الأذى عن المخرج بالحجارة أو بالماء .

                                                                                                                        1829 - يقال فيه : استطاب الرجل ، وأطاب : إذا استنجى .

                                                                                                                        1830 - ويقال : رجل مطيب ، إذا فعل ذلك .

                                                                                                                        [ ص: 158 ] 1831 - قال الشاعر :

                                                                                                                        يا رخما قاظ على مصلوب يعجل كف الخارئ المطيب

                                                                                                                        1832 - قاظ : نام عليه في اليوم الصائف .

                                                                                                                        1833 - والاستطابة والاستنجاء والاستجمار أسماء لمعنى واحد .

                                                                                                                        1834 - وقد مضى معنى الاستجمار وما في ذلك لفقهاء الأمصار من الأحكام والمعاني فيما تقدم والحمد لله .

                                                                                                                        1835 - وقد ذكرنا الإسناد في الثلاثة الأحجار في التمهيد في باب هشام من حديث عائشة ، وحديث خزيمة بن ثابت ، وحديث أبي هريرة وأبي أيوب الأنصاري ، وحديث السائب بن خلاد ، وحديث سلمان [ ص: 159 ] الفارسي كلها عن النبي - عليه السلام - في الأمر بثلاثة أحجار في الاستنجاء .

                                                                                                                        1836 - وذكرنا من أوجبها من العلماء : من حمل ذلك على الندب في العدد إذا زال الأذى فيما تقدم من هذا الكتاب ، والحمد لله .




                                                                                                                        الخدمات العلمية