الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              [ ص: 374 ] سورة الأنفال فيها خمس وعشرون آية .

                                                                                                                                                                                                              بسم الله الرحمن الرحيم الآية الأولى : قوله تعالى : { يسألونك عن الأنفال قل الأنفال لله والرسول فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين } .

                                                                                                                                                                                                              فيها عشر مسائل :

                                                                                                                                                                                                              المسألة الأولى : في سبب نزولها : روي أن سعد بن أبي وقاص قال : نزلت في ثلاث آيات : النفل ، وبر الوالدين ، والثلث .

                                                                                                                                                                                                              وروى مصعب بن سعد عن أبيه قال : { إذا كان يوم بدر جئت بسيف ; فقلت : يا رسول الله ; إن الله قد شفى صدري من المشركين ، أو نحو هذا ، هب لي هذا السيف . فقال : هذا ليس لك ولا لي فقلت : عسى أن يعطى هذا من لا يبلي بلائي ، فجاءني الرسول فقال : إنك سألتني وليس لي ، ولقد صار لي وهو لك } فنزلت : { يسألونك عن الأنفال } [ ص: 375 ] قال الترمذي : هو صحيح .

                                                                                                                                                                                                              وروى سعيد بن جبير أن { سعد بن أبي وقاص ورجلا من الأنصار خرجا يتنفلان نفلا ، فوجدا سيفا ملقى يقال كان لأبي سعيد بن العاص ، فخرا عليه جميعا ، فقال سعد : هو لي . وقال الأنصاري : هو لي ، فتنازعا في ذلك ، فقال الأنصاري : يكون بيني وبينك ، رأيناه جميعا وخررنا عليه جميعا . فقال : لا أسلمه إليك حتى نأتي رسول الله ، فلما عرضا عليه القصة قال : ليس لك يا سعد ولا للأنصاري ، ولكنه لي ، فنزلت : { يسألونك عن الأنفال } فاتق الله يا سعد والأنصاري ، وأصلحا ذات بينكما ، وأطيعا الله ورسوله } .

                                                                                                                                                                                                              يقول أسلم السيف إليه ، ثم نسخت بقوله : { واعلموا أنما غنمتم } .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية