الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم قرأ ابن كثير ، ونافع ، وعاصم ، وأبو عمرو وابن عامر: "تقبل" بالتاء . وقرأ حمزة ، والكسائي: "يقبل" [ ص: 452 ] بالياء . قال أبو علي: من أنث ، فلأن الفعل مسند إلى مؤنث في اللفظ; ومن قرأ بالياء ، فلأنه ليس بتأنيث حقيقي ، فجاز تذكيره ; كقوله: فمن جاءه موعظة من ربه [البقرة:275] . وقرأ الجحدري: "أن يقبل" بياء مفتوحة ، "نفقاتهم" بكسر التاء . وقرأ الأعمش: "نفقتهم" بغير ألف ، مرفوعة التاء . وقرأ أبو مجلز ، وأبو رجاء: "أن يقبل" بالياء "نفقتهم" بنصب التاء على التوحيد .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: إلا أنهم كفروا بالله قال ابن الأنباري: "أن" هاهنا مفتوحة ، لأنها بتأويل المصدر مرتفعة بـ منعهم والتقدير وما منعهم قبول النفقة منهم إلا كفرهم بالله .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: إلا وهم كسالى قد شرحناه في سورة (النساء:142) .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: ولا ينفقون إلا وهم كارهون لأنهم يعدون الإنفاق مغرما .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية