الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                          صفحة جزء
                                                                          باب الهدي والأضاحي والعقيقة ( الهدي : ما يهدى للحرم من نعم وغيرها ) لأنه يهدى إلى الله تعالى ( والأضحية ) بضم الهمزة وكسرها ، وتشديدها : واحدة الأضاحي ( ما يذبح ) أي يذكى ( من إبل أو بقر ) أهلية ( أو غنم أهلية أيام النحر ) يوم العيد وتالييه ، على ما يأتي ( بسبب العيد ) لا لنحو بيع ( تقربا إلى الله تعالى ) ويقال فيها : ضحية . وجمعها ضحايا وأضحاة . والجمع أضحى ، وأجمعوا على مشروعيتها لقوله تعالى { فصل لربك وانحر } قال جمع من المفسرين : المراد التضحية بعد صلاة العيد . وروي أنه صلى الله عليه وسلم { ضحى بكبشين أملحين أقرنين ذبحهما بيده ، وسمى وكبر ووضع رجله على صفاحهما } متفق عليه . وكان يبعث بالهدي إلى مكة وهو بالمدينة ، وأهدى في حجة الوداع مائة بدنة .

                                                                          ( ولا تجزئ ) أضحية ( من غيرهن ) أي الإبل والبقر والغنم الأهلية ( والأفضل ) في هدي وأضحية ( إبل ، فبقر ، فغنم إن أخرج ) ما أهداه أو ضحى به من بدنة أو بقرة ( كاملا ) لحديث أبي هريرة مرفوعا { من اغتسل يوم الجمعة غسل الجنابة ، ثم راح في الساعة الأولى ، فكأنما قرب بدنة . ومن راح الساعة الثانية فكأنما قرب بقرة ومن راح في الساعة الثالثة فكأنما قرب كبشا أقرن - الحديث } متفق عليه ; ولأنها أكثر ثمنا ولحما وأنفع للفقراء ( و ) الأفضل ( من كل جنس أسمن ، فأغلى ثمنا ) لقوله تعالى { ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب } .

                                                                          قال ابن عباس : " تعظيمها : استسمانها واستحسانها " ولأنه أعظم لأجرها وأكثر لنفعها ( فأشهب ) أي أفضل ألوانها : الأشهب ( وهو الأملح ، وهو الأبيض ) النقي البياض . قاله ابن الأعرابي ( أو ما ) فيه بياض وسواد و ( بياضه أكثر من سواده ) قاله الكسائي لحديث مولاة أبي ورقة بن سعيد مرفوعا : { دم عفراء أزكى عند الله من دم سوداوين } ورواه أحمد بمعناه . وقال أبو هريرة " دم بيضاء أحب إلى الله من دم سوداوين " ولأنه لون أضحيته صلى الله عليه وسلم ( فأصفر فأسود ) أي كلما كان أحسن لونا كان أفضل ( و ) أفضل ( من ثني [ ص: 602 ] معز : جذع ضأن ) .

                                                                          قال أحمد : لا تعجبني الأضحية إلا بالضأن . ولأنه أطيب لحما من ثني معز ( و ) أفضل ( من سبع بدنة . أو سبع بقرة : شاة ) جذع ضأن أو ثني معز

                                                                          التالي السابق


                                                                          الخدمات العلمية