الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
حرف الحاء

28- الحافظ أبو العلاء الهمذاني :

هو الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد بن سهل الإمام الحافظ الأستاذ أبو العلاء الهمذاني العطار شيخ همذان وإمام العراقيين ومؤلف كتاب " الغاية في القراءات العشر وأحد حفاظ العصر ثقة دين خير كبير القدر اعتنى بهذا الفن أتم عناية وألف فيه أحسن كتب كالوقف والابتداء . . والتجويد وإفراد قراءات الأئمة أيضا كل مفردة في مجلد وألف كتاب الانتصار في معرفة قراء المدن والأمصار . ومن وقف على مؤلفاته علم جلالة قدره . وعندي أنه في المشارقة كأبي عمرو الداني في المغاربة بل هذا أوسع رواية منه بكثير مع أنه في غالب مؤلفاته اقتفى أثره وسلك طريقه . . . وقد رحل في طلب القراءات والحديث إلى أصبهان وبغداد وواسط . . . وقد أثنى عليه الحافظ عبد القادر الرهاوي ثناء كثيرا إلى أن قال ثم عظم شأنه حتى كان يمر بالبلد فلا يبقى أحد رآه إلا قام ودعا له حتى الصبيان واليهود وكان يقرئ نصف نهاره القرآن والعلم ونصفه الآخر الحديث وكان لا يغشى السلاطين ولا تأخذه في الله لومة لائم وقرأ على غير واحد من الثقات الجهابذة الأثبات منهم :

أبو غالب أحمد بن عبد الله بن محمد المغير البغدادي وأبو الفتح إسماعيل بن الفضل بن أحمد السراج الأصبهاني الأخشيد وأبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد وأبو العز محمد بن الحسين بن بندار القلانسي الواسطي .

وأخذ عليه خلق كثيرون منهم : الشيخ أبو أحمد عبد الوهاب بن علي بن [ ص: 638 ] سكينة ومحمد بن محمد بن الكيال وأبو الحسن علي بن الدباس .

توفي في تاسع عشر جمادى الأولى سنة تسع وستين وخمسمائة رحمه الله تعالى . انتهى مختصرا من غاية النهاية للحافظ ابن الجزري الجزء الأول ص (204 - 206) تقدم .

29- ابن أبي يزيد القرشي المكي :

هو الحسن بن محمد بن عبيد الله بن أبي يزيد أبو محمد المكي
مقرئ متصدر قرأ على شبل بن عباد عن ابن كثير وابن محيصن جميعا . وكان فاضلا أم بالمسجد الحرام وروى عن الشافعي رحمه الله تعالى .

وروى عنه القراءة حامد بن يحيى البلخي وأحمد بن محمد بن أبي بزة رحمه الله تعالى رحمة واسعة .

ا هـ مختصرا من غاية النهاية للحافظ ابن الجزري الجزء الأول ص (232) تقدم .

30- البغوي : سنة 436 – 510 هـ - 1044 – 1117 م :

هو الحسين بن مسعود بن محمد الفراء أو ابن الفراء أبو محمد . ويلقب بمحيي السنة البغوي فقيه محدث مفسر نسبته إلى " بغا " من قرى خرسان بين هراة ومرو . له " التهذيب " في فقه الشافعية و " شرح السنة " في الحديث و " معالم التنزيل " في التفسير ومصابيح السنة والجمع بين الصحيحين وغير ذلك .

توفي بمرو الروذ انتهى من الأعلام للزركلي الجزء الثاني ص (284) تقدم .

31- العلامة الشيخ حسن بن خلف الحسيني :

هو حسن بن خلف الحسيني
نسبة إلى " بني حسين " قرية من قرى الصعيد بمصر علامة كبير واسع الباع كثير الاطلاع أخذ القراءات عن العلامة المحقق الشيخ محمد بن أحمد الشهير بالمتولي شيخ عموم المقارئ والقراء بالديار المصرية في وقته، وله تصانيف مفيدة منها نظم بديع في تحرير مسائل الشاطبية في القراءات السبع جرى فيه على وزنها، وقد شرح هذا النظم العلامة الشيخ علي محمد الضباع شيخ عموم المقارئ والقراء بالديار المصرية في وقته وسماه " [ ص: 639 ] مختصر بلوغ الأمنية " .

وله الشرح الشهير الموسوم " الرحيق المختوم في نثر اللؤلؤ المنظوم على أرجوزة خاتمة المحققين العلامة المتولي المسماة باللؤلؤ المنظوم : في ذكر جملة من المرسوم، وغير ذلك من المصنفات الجيدة . وقد قرأ عليه جماعة منهم ابن أخيه العلامة المحقق صاحب الفضيلة الشيخ محمد بن علي خلف الحسيني الشهير بالحداد من كبار علماء المالكية وشيخ عموم القراء والمقارئ بالديار المصرية في وقته .

وقد توفي المترجم له قبل يوم الاثنين الموافق الخامس والعشرين من شهر شعبان سنة اثنتين وأربعين وثلاثمائة وألف للهجرة الذي تم فيه طبع كتابه الأخير المذكور كما يظهر منه رحمه الله تعالى رحمة واسعة وأورده موارد عفوه آمين .

32- حفص بن سليمان أو حفص عاصم :

تقدمت ترجمته في مقدمة الكتاب فارجع إليها .

33- حفص الدوري أو دوري أبي عمرو أو دوري الكسائي :

هو أبو عمر حفص بن عمر بن عبد العزيز بن صهبان بن عدي بن صهبان ويقال صهيب أبو عمر الدوري الأزدي البغدادي النحوي الدوري الضرير
نزيل سامراء إمام القراء وشيخ الناس في زمانه ثقة ثبت كبير ضابط أول من جمع القراءات، ونسبته إلى الدور موضع ببغداد ومحله بالجانب الشرقي وقرأ بسائر الحروف السبعة وبالشواذ . وسمع من ذلك شيئا كثيرا . قرأ على أناس كثيرين منهم إسماعيل بن جعفر عن نافع وقرأ أيضا عليه وعلى أخيه يعقوب بن جعفر عن ابن جماز عن أبي جعفر وعلى الكسائي لنفسه ولأبي بكر عن عاصم وحمزة بن القاسم عن أصحابه ويحيى بن المبارك اليزيدي وشجاع بن أبي نصر البلخي . وقرأ عليه وروى القراءة عنه أحمد بن حرب شيخ المطوعي وأحمد بن فرح بالحاء المهملة أبو جعفر المفسر المشهور وأحمد بن يزيد الحلواني وغيرهم .

قال أبو داود ورأيت أحمد بن حنبل يكتب عن أبي عمرو الدوري وقال أحمد بن فرح المفسر سألت الدوري ما تقول في القرآن قال كلام الله غير مخلوق توفي في شوال سنة ست وأربعين ومائتين . قال الذهبي وغلط من قال سنة ثمان [ ص: 640 ] وأربعين ا هـ ملخصا من غاية النهاية الجزء الأول ص (255 - 257) تقدم .

34- الإمام حمزة الزيات الكوفي أحد الأئمة السبعة :

هو حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الإمام الحبر أبو عمارة الكوفي التيمي مولاهم وقيل من صميمهم الزيات أحد القراء السبعة . ولد سنة ثمانين وأدرك الصحابة بالسن فيحتمل أن يكون رأى بعضهم .

أخذ القراءة عرضا عن أئمة ثقات منهم : سليمان الأعمش وحمران بن أعين وأبو إسحاق السبيعي ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وطلحة بن مصرف ومغيرة بن مقسم وجعفر بن محمد الصادق وغيرهم وقرأ عليه وروى القراءة عنه أناس كثيرون منهم : إبراهيم بن أدهم وإبراهيم بن إسحاق بن راشد وإبراهيم بن طعمة وإبراهيم بن علي الأزرق وإسحاق بن يوسف الأزرق وإسرائيل بن يوسف السبيعي وحمزة بن القاسم الأحول وخالد بن يزيد الطبيب وربيع بن زياد وسليمان بن أيوب وسليمان بن يحيى الضبي وسليم بن عيسى وهو أضبط أصحابه وأجلهم وسليم بن منصور وسفيان الثوري وعبد الرحمن بن قلوقا وعلي بن حمزة الكسائي - الإمام - وهو أجل أصحابه ويحيى بن يزيد الفراء وغيرهم .

وصارت الإمامة لحمزة في القراءة بعد عاصم والأعمش وكان إماما حجة ثقة ثبتا قيما بكتاب الله بصيرا بالفرائض عارفا بالعربية حافظا للحديث عابدا خاشعا زاهدا ورعا قانتا لله عديم النظير . وكان يجلب الزيت من العراق إلى حلوان ويجلب الجوز والجبن إلى الكوفة . قال عبد الله العجلي قال أبو حنيفة: لحمزة شيئان غلبتنا عليهما لسنا ننازعك فيهما - القرآن والفرائض وقال سفيان الثوري : غلب حمزة الناس على القرآن والفرائض ، وقال أيضا ما قرأ حمزة حرفا من كتاب الله إلا بأثر .

قال يحيى بن معين سمعت محمد بن فضيل يقول ما أحسب أن الله يدفع البلاء عن أهل الكوفة إلا بحمزة . توفي سنة ست وخمسين ومائة وقيل سنة أربع ، وقيل سنة ثمان وخمسين وهو وهم قاله الذهبي ، وقبره بحلوان مشهور قال [ ص: 641 ] عبد الرحمن بن أبي حماد زرته مرتين ا هـ ملخصا من غاية النهاية الجزء الأول ص (261 - 263) تقدم .

التالي السابق


الخدمات العلمية