الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون

                                                                                                                                                                                                                                      وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون بيان إجمالي لحال [ ص: 297 ] من عدا المذكورين من الثقلين الموصوفين بما ذكر من الضلال والإلحاد عن الحق ، ومحل الظرف الرفع على أنه مبتدأ إما باعتبار مضمونه ، أو بتقدير الموصوف ، وما بعده خبره ، كما مر في تفسير قوله تعالى : ومن الناس ... إلخ ; أي : وبعض من خلقنا ، أو وبعض ممن خلقنا أمة ; أي : طائفة كثيرة يهدون الناس ملتبسين بالحق ، أو يهدونهم بكلمة الحق ويدلونهم على الاستقامة ، وبالحق يحكمون في الحكومات الجارية فيما بينهم ولا يجورون فيها .

                                                                                                                                                                                                                                      عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول إذا قرأها : " هذه لكم ، وقد أعطي القوم بين أيديكم مثلها ، ومن قوم موسى أمة ... " الآية . وعنه عليه الصلاة والسلام : " إن من أمتي قوما على الحق حتى ينزل عيسى " ، وروي : " لا تزال من أمتي طائفة على الحق إلى أن يأتي أمر الله " ، وروي : " لا تزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله ، لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم ، حتى يأتي أمر الله تعالى وهم ظاهرون " .

                                                                                                                                                                                                                                      وفيه من الدلالة على صحة الإجماع ما لا يخفى ، والاقتصار على نعتهم بهداية الناس للإيذان بأن اهتداءهم في أنفسهم أمر محقق غني عن التصريح به .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية