الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم ومأواهم جهنم وبئس المصير

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: جاهد الكفار والمنافقين أما جهاد الكفار ، فبالسيف . وفي جهاد المنافقين قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: أنه باللسان ، قاله ابن عباس ، والحسن ، والضحاك ، والربيع بن أنس .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: جهادهم بإقامة الحدود عليهم ، روي عن الحسن ، وقتادة .

                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 470 ] فإن قيل: إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أمر بجهادهم وهو يعلم أعيانهم ، فكيف تركهم بين أظهر أصحابه فلم يقتلهم؟

                                                                                                                                                                                                                                      فالجواب: أنه إنما أمر بقتال من أظهر كلمة الكفر وأقام عليها ، فأما من إذا اطلع على كفره ، أنكر وحلف وقال: إني مسلم ، فإنه أمر أن يأخذه بظاهر أمره ، ولا يبحث عن سره .

                                                                                                                                                                                                                                      قوله تعالى: واغلظ عليهم قال ابن عباس : يريد شدة الانتهار لهم ، والنظر بالبغضة والمقت . وفي الهاء والميم من "عليهم" قولان .

                                                                                                                                                                                                                                      أحدهما: أنه يرجع إلى الفريقين ، قاله ابن عباس .

                                                                                                                                                                                                                                      والثاني: إلى المنافقين ، قاله مقاتل .

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية