الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
ذكر فتح هرقلة

وفي هذه السنة فتح الرشيد هرقلة ، ( وأخربها ) ، وكان سبب مسيره إليها ما ذكرناه [ ص: 371 ] سنة سبع وثمانين ومائة ، من غدر نقفور ، وكان فتحها في شوال ، وكان حصرها ثلاثين يوما ، وسبى أهلها ، وكان قد دخل البلاد في مائة ألف وخمسة وثلاثين ألفا من المرتزقة ، سوى الأتباع والمتطوعة ، ومن لا ديوان له .

وأناخ عبد الله بن مالك على ذي الكلاع .

ووجه داود بن عيسى بن موسى سائرا في أرض الروم في سبعين ألفا يخرب وينهب ، ففتح الله عليه .

وفتح شراحيل بن معن بن زائدة حصن الصقالبة ودبسة .

وافتتح يزيد بن مخلد الصفصاف وملقونية .

واستعمل حميد بن معيوف على سواحل الشام ومصر ، فبلغ قبرس ، فهدم وأحرق وسبى من أهلها سبعة عشر ألفا فأقدمهم الرافقة ، فبيعوا بها ، وبلغ فداء [ ص: 372 ] أسقف قبرس ألفي دينار .

ثم سار الرشيد إلى طوانة ، فنزل بها ، ثم رحل عنها ، وخلف عليها عقبة بن جعفر .

وبعث نقفور بالخراج والجزية عن رأسه أربعة دنانير ، وعن رأس ولده دينارين ، وعن بطارقته كذلك . وكتب نقفور إلى الرشيد في جارية من سبي هرقلة كان خطبها لولده ، فأرسلها إليه .

التالي السابق


الخدمات العلمية