الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
إنما تنازع العلماء في [ ص: 435 ] مسائل : مثل إذا فعل الإمام ما يبطل الصلاة في مذهب المأموم دون مذهب الإمام ، مثل من يوجب البسملة إذا صلى خلف من لا يقرؤها ، ومن يتوضأ من الدم والرعاف والقيء ، إذا صلى خلف من احتجم أو رعف ولم يتوضأ لأن ذلك مذهبه ، ونحو هذه المسائل . فهذه فيها قولان .

ومع هذا فالصحيح الذي عليه جمهور الفقهاء أن صلاة المأموم صحيحة ، لأن ما فعله الإمام إن كان صوابا فقد أحسن ، وإن كان خطأ فقد غفر الله له خطأه ، كما قال : ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا [البقرة :286] . والمأموم يعلم أنه متأول في ذلك ، ليس هو متعمدا لذلك ، فتكون صلاته صحيحة .

وفي صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : «يصلون لكم ، فإن أصابوا فلكم ولهم ، وإن أخطأوا فلكم وعليهم » . وما زال الصحابة والسلف يصلي بعضهم خلف بعض مع تنازعهم في المذاهب .

التالي السابق


الخدمات العلمية