الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
              صفحة جزء


              أسند عمر عن عطاء ، ومجاهد ، وسعيد بن جبير ، وطاوس ، وعكرمة ، وأبي الزبير ، وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة ، ونافع ، وعن أبيه ذر ، والشعبي ، وشقيق أبي وائل ، وغيرهم من التابعين .

              حدثنا أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي قال : ثنا أبو إسماعيل الترمذي ، ح . وحدثنا أبو علي محمد بن أحمد بن الحسن قال : ثنا إسحاق بن الحسن الحربي ، ح . وحدثنا أبو القاسم سليمان بن أحمد قال : ثنا علي بن عبد العزيز ، قال : ثنا أبو نعيم ، قال : ثنا عمر بن ذر ، عن أبيه ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لجبريل : " يا جبريل ، ما يمنعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا ؟ " فنزلت ( وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا ) الآية . حديث صحيح أخرجه البخاري عن غير واحد ، عن عمر بن ذر .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، قال : ثنا محمد بن أحمد ، عن أبي خيثمة ، قال : ثنا عبد الله بن عبد المؤمن الواسطي ، قال : ثنا عبيد بن عقيل ، عن عمر بن ذر ، عن عطاء ، عن ابن عباس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " من أدرك عرفة قبل أن يطلع الفجر فقد أدرك " غريب من حديث عمر ، تفرد به عنه عبيد .

              حدثنا محمد بن المظفر ، قال : ثنا صالح بن أحمد ، قال : ثنا يحيى بن مخلد المفتي ، [ ص: 117 ] قال : ثنا عبد الرحمن بن الحسن أبو مسعود الزجاج ، عن عمر بن ذر ، عن عطاء ، عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا فرغ من التشهد أقبل علينا بوجهه وقال : " من أحدث حدثا بعدما يفرغ من التشهد فقد تمت صلاته " غريب من حديث عمر ، تفرد به متصلا أبو مسعود الزجاج ، ورواه غير واحد مرسلا .

              حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، قال : ثنا بشر بن موسى ، قال : ثنا خلاد بن يحيى ، قال : ثنا عمر بن ذر ، قال : أخبرنا عطاء ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قضى التشهد ، فذكر نحوه .

              حدثنا أبو بكر بن خلاد ، قال : ثنا الحارث بن أبي أسامة ، قال : ثنا عبد العزيز بن أبان ، قال : ثنا عمر بن ذر ، قال : ثنا مجاهد ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر : " أعطيت خمس خصال لم يعطهن أحد كان قبلي : أرسل كل نبي إلى أمته بلسانها ، وأرسلت إلى كل أحمر وأسود من خلقه ، ونصرت بالرعب ولم ينصر به أحد قبلي ، وأحلت لي الغنائم ، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا " .

              حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن ، قال : ثنا بشر بن موسى ، قال : ثنا خلاد بن يحيى ، قال : قال عمر بن ذر ، سمعت أبي يذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دفع إلى نفر من أصحابه فيهم عبد الله بن رواحة يذكرهم بالله ، فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم سكت ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ذكر أصحابك " فقال : يا رسول الله ، أنت أحق ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما إنكم الملأ الذي أمرني الله أن أصبر نفسي معهم " ثم تلا عليهم ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ) الآية ، ثم قال : " ما قعد عدتكم قط من أهل الأرض يذكرون الله إلا قعد معهم عدتهم من الملائكة ، فإن حمدوا الله حمدوه ، وإن سبحوا الله سبحوه ، وإن كبروا الله كبروه ، وإن استغفروا الله أمنوا لهم ، ثم يرجعون إلى ربهم فيسألهم وهو أعلم منهم ، يقول : أين ومن أين ؟ يقولون : ربنا أعبد لك من أهل الأرض ، ذكروك فذكرناك ، يقول : [ ص: 118 ] قالوا ماذا ؟ قالوا : ربنا حمدوك ، قال : أنا أولى من عبد ، وأحق من حمد ، قالوا : ربنا سبحوك ، قال : مدحتي لا تنبغي لأحد غيري ، قالوا : ربنا كبروك ، قال : لي الكبرياء في السماوات والأرض ، وأنا العزيز الحكيم ، قالوا : ربنا استغفروك ، قال : فإني أشهدكم أني قد غفرت لهم ، قالوا : ربنا إن فيهم فلانا وفلانا ، قال : هم القوم لا يشقى بهم جلساؤهم " ، قال عمر بن ذر : فذكرت ذلك لمجاهد فوافق أبي في الحديث غير أنه قال : " ربنا إن فيهم فلانا ، قال : هم القوم لا يشقى بهم جليسهم " .

              قال عمر : وأخبرني يعقوب بن عطاء بمثل ذلك ، عن أبيه يرفعه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، غير أنه قال : " يقولون : إن فيهم فلانا أخطأ ، قال : هم القوم لا يشقى بهم جليسهم " ، كذا رواه خلاد ، ورواه محمد بن حماد الكوفي مجردا عن عمر .

              حدثنا سليمان بن أحمد ، ثنا موسى بن عيسى بن المنذر الحمصي سنة ثمان وسبعين قال : ثنا محمد بن حماد الكوفي ، ثنا عمر بن ذر الهمداني ، قال : حدثني مجاهد ، عن ابن عباس ، قال : مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعبد الله بن رواحة وهو يذكر أصحابه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أما إنكم الملأ الذي أمرني ربي أن أصبر نفسي معهم " ، ثم تلا ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم ) إلى قوله : ( فرطا ) " أما إنه ما جلس عدتكم إلا جلس معهم عدتهم من الملائكة ، إن سبحوا الله سبحوه ، وإن حمدوا الله حمدوه ، وإن كبروا الله كبروه ، ثم يصعدون إلى الرب تعالى وهو أعلم منهم فيقولون : يا ربنا عبادك سبحوك فسبحنا ، وكبروك فكبرنا ، وحمدوك فحمدنا ، فيقول ربنا : يا ملائكتي ، أشهدكم أني قد غفرت لهم ، فيقولون : فيهم فلان وفلان الخطاء ؟ فيقول : هم القوم لا يشقى بهم جليسهم " .

              حدثنا حبيب بن الحسن ، ومحمد بن حميد ، قالا : ثنا عبد الله بن ناجية ، قال : ثنا محمد بن عمرويه ، قال : ثنا الجارود بن يزيد ، عن عمر بن ذر ، عن مجاهد ، عن أبي هريرة ، وأبي سعيد قالا : سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " مجالس الذكر تتنزل عليهم السكينة ، وتحف بهم الملائكة ، وتغشاهم الرحمة ، ويذكرهم الله على عرشه " غريب من [ ص: 119 ] حديث عمر ، تفرد به عنه الجارود بن يزيد النيسابوري .

              حدثنا أبو القاسم ، يزيد بن جناح المحاربي القاضي قال : ثنا إسحاق بن محمد بن مروان ، قال : ثنا أبي ، قال : ثنا حصين بن مخارق ، عن ابن ذر ، عن مجاهد ، عن ابن عباس قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " لا تمنوا هلاك شبابكم ، وإن كان فيهم غرام ؛ فإنهم على ما كان فيهم على خلال : إما أن يتوبوا فيتوب الله عليهم ، وإما أن ترديهم الآفات ، إما عدوا فيقاتلوه ، وإما حريقا فيطفئوه ، وإما ماء فيسدوه " غريب من حديث عمر ، تفرد به حصين .

              حدثنا محمد بن إسماعيل بن العباس ، ومحمد بن المظفر ، قالا : ثنا عبد الحميد بن سليمان البصري ، قال : حدثني جعفر بن محمد الوراق الواسطي ، ثنا عامر بن أبي الحسن الواسطي ، ثنا إبراهيم بن بكر ، عن عمر بن ذر ، عن عكرمة ، عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " موت الغريب شهادة " غريب من حديث عمر ، لم نكتبه إلا من هذا الوجه .

              حدثنا أبو عمرو بن حمدان ، قال : ثنا الحسن بن سفيان ، قال : ثنا كثير بن عبيد الحذاء ، قال : ثنا محمد بن حميد ، عن مسلمة بن علي ، عن عمر بن ذر ، عن أبي قلابة ، عن أبي مسلم الخولاني ، عن أبي عبيدة بن الجراح ، عن عمر بن الخطاب ، قال : أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بلحيتي وأنا أعرف الحزن في وجهه فقال : " إنا لله وإنا إليه راجعون ، أتاني جبريل آنفا فقال لي : إنا لله وإنا إليه راجعون ، فقلت : أجل ، إنا لله وإنا إليه راجعون ، فمم ذاك يا جبريل ؟ فقال : إن أمتك مفتتنة بعدك بقليل من دهر غير كثير ، فقلت : فتنة كفر أو فتنة ضلالة ؟ فقال : كل سيكون ، فقلت : ومن أين وأنا تارك فيهم كتاب الله ؟ قال : فبكتاب الله يفتنون ، وذلك من قبل أمرائهم وقرائهم ، يمنع الناس الأمراء الحقوق ، فيظلمون حقوقهم ولا يعطونها ، فيقتتلوا ويفتتنوا ، ويتبع القراء أهواء الأمراء فيمدونهم في الغي ثم لا يقصرون ، فقلت : كيف يسلم من سلم منهم ؟ قال : بالكف والصبر ، إن أعطوا الذي لهم أخذوه ، وإن منعوه تركوه " .

              التالي السابق


              الخدمات العلمية