الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                      قلت : أرأيت الرومي يحل بساحلنا تاجرا فينزل من غير أن يعطى أمانا ، فيقول ظننت أنكم لا تتعرضون لمن جاءكم تاجرا حتى يبيع تجارته وينصرف [ ص: 502 ] عنكم ، أيعذر بهذا ولا يكون فيئا ؟

                                                                                                                                                                                      قال : سمعت مالكا وسأله أهل المصيصة فقال : إنا نخرج في بلاد الروم فنلقى العلج منهم مقبلا إلينا ، فإذا أخذناه قال إنما جئت أطلب الأمان أترى أن نصدقه ؟

                                                                                                                                                                                      قال : وقال مالك : هذه أمور مشكلة وأرى أن يرد إلى مأمنه ، فأرى هؤلاء مثله إما قبلت ما قالوا وإما رددتهم إلى مأمنهم وروى ابن وهب عن مالك في قوم من العدو يوجدون قد نزلوا بغير إذن من المسلمين على ضفة البحر في أرض المسلمين ، فيزعمون أنهم تجار وأن البحر لفظهم هنا ولا يعرف المسلمون تصديق ذلك إلا أن مراكبهم قد انكسرت بهم ومعهم السلاح ، أو يشكون العطش الشديد فينزلون للماء بغير إذن المسلمين ؟

                                                                                                                                                                                      قال مالك : ذلك إلى الإمام يرى فيهم رأيه ، ولا أرى لمن أخذهم فيهم خمسا لا وال ولا غيره .

                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية