الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                        فصل

                                                                                                                                                                        إذا قذف لقيطا صغيرا ، عزر ، وإن كان بالغا ، حد إن اعترف بحريته . فإن ادعى رقه ، فقال المقذوف : بل أنا حر ، فالقول قول المقذوف على الأظهر . وقيل : [ ص: 453 ] قطعا . ويجري الطريقان ، فيما لو قطع حر طرفه وادعى رقه ، وقال : بل أنا حر . وقيل : يجب القصاص قطعا ، لأن الحد يغني عنه التعزير ، لاشتراكهما في الزجر . فإن لم نوجب القصاص ، أوجبنا الدية في اليدين ، ونصفها في إحداهما على الأصح . وعلى الثاني : القيمة أو نصفها . ولو قذف اللقيط واعترف بأنه [ حر ] ، حد حد الأحرار . وإن ادعى أنه رقيق ، وصدقه المقذوف ، حد حد العبيد . وإن كذبه ، فأي الحدين يحد ؟ قولان بناء على إقراره ، إن قبلناه مطلقا ، فحد العبيد ، وإن منعناه فيما يضر غيره ، فحد الأحرار . وحكى في " المعتمد " وجها : أنه إن أقر لمعين ، قبل إقراره وحد حد العبيد ، وإن لم يعين ، حد حد الأحرار .

                                                                                                                                                                        انتهى الجزء الرابع ، ويليه الجزء الخامس وأوله : ( كتاب الفرائض )

                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية