الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                        11396 - أخبرنا محمد بن عبد الأعلى ، في حديثه ، عن معتمر بن سليمان ، قال : سمعت عوفا ، عن زرارة ، عن ابن عباس ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لما كان ليلة [ ص: 177 ] أسري بي ، ثم أصبحت بمكة " قال : " قطعت بأمري ، وعرفت أن الناس مكذبي " قال : " فقعدت معتزلا حزينا ، فمر بي عدو الله أبو جهل " فجاء حتى جلس إليه ، فقال له كالمستهزئ : هل كان من شيء ؟ قال : " نعم " قال : ما هو ؟ قال : " إني أسري بي الليلة " قال : إلى أين ؟ قال : " إلى بيت المقدس " قال : ثم أصبحت بين أظهرنا ؟ قال : " نعم " قال : فلم يره أنه يكذبه مخافة أن يجحد الحديث إن دعا له قومه ، قال : إن دعوت إليك قومك أتحدثهم ؟ قال : " نعم " قال أبو جهل : معشر بني كعب بن لؤي ، هلم ، فتنقضت المجالس ، فجاؤوا حتى جلسوا إليهما ، قال : حدث قومك ما حدثتني ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إني أسري بي الليلة " قالوا : إلى أين ؟ قال : " إلى بيت المقدس " قال : قالوا : ثم أصبحت بين أظهرنا ؟ قال : " نعم " فمن بين مصفق ، ومن بين واضع يده على رأسه مستعجبا للكذب ، فزعم قال : وفي القوم من سافر إلى ذلك البلد ، ورأى المسجد ، قال : قالوا : هل تستطيع أن تنعت لنا المسجد ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " فذهبت أنعت لهم ، فما زلت أنعت حتى التبس علي بعض النعت " قال : " فجيء [ ص: 178 ] بالمسجد حتى وضع " قال : " فنعت المسجد وأنا أنظر إليه " قال : وقد كان مع هذا حديث فنسيته أيضا ، قال القوم : أما النعت فقد أصاب .

                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                        الخدمات العلمية