الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
فصل

ذكر حكم رسول الله صلى الله عليه وسلم في الولد من أحق به في الحضانة

روى أبو داود في " سننه " من حديث عمرو بن شعيب ، عن أبيه ، عن جده عبد الله بن عمرو بن العاص ( أن امرأة قالت : يا رسول الله ، إن ابني هذا كان بطني له وعاء ، وثديي له سقاء ، وحجري له حواء ، وإن أباه طلقني فأراد أن ينتزعه مني ، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أنت أحق به ما لم تنكحي ) .

وفي " الصحيحين " : من حديث البراء بن عازب ، ( أن ابنة حمزة اختصم فيها علي وجعفر وزيد . فقال علي : أنا أحق بها وهي ابنة عمي ، وقال جعفر : ابنة عمي وخالتها تحتي ، وقال زيد : ابنة أخي ، فقضى بها رسول الله صلى الله عليه وسلم لخالتها ، وقال : الخالة بمنزلة الأم ) .

[ ص: 388 ] وروى أهل السنن من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ( خير غلاما بين أبيه وأمه ) . قال الترمذي : حديث صحيح .

وروى أهل السنن أيضا عنه ( أن امرأة جاءت فقالت : يا رسول الله ، إن زوجي يريد أن يذهب بابني ، وقد سقاني من بئر أبي عنبة وقد نفعني ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " استهما عليه " ، فقال زوجها : من يحاقني في ولدي ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هذا أبوك وهذه أمك ، وخذ بيد أيهما شئت " فأخذ بيد أمه ، فانطلقت به ) . قال الترمذي : حديث حسن صحيح .

وفي " سنن النسائي " : عن عبد الحميد بن سلمة الأنصاري ، عن أبيه ، عن جده ( أن جده أسلم وأبت امرأته أن تسلم ، فجاء بابن له صغير لم يبلغ ، قال : فأجلس النبي صلى الله عليه وسلم الأب هاهنا والأم هاهنا ، ثم خيره وقال : " اللهم اهده " فذهب إلى أبيه ) .

[ ص: 389 ] ورواه أبو داود عنه ، وقال : أخبرني جدي رافع بن سنان ، ( أنه أسلم وأبت امرأته أن تسلم ، فأتت النبي صلى الله عليه وسلم ، فقالت : ابنتي وهي فطيم أو شبهه ، وقال رافع : ابنتي ، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم : " اقعد ناحية " ، وقال لها : " اقعدي ناحية " ، فأقعد الصبية بينهما ثم قال : " ادعواها " فمالت إلى أمها ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " اللهم اهدها " ، فمالت إلى أبيها ، فأخذها ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية