الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                11553 ( وأخبرنا ) أبو سعيد بن أبي عمرو ، ثنا أبو محمد المزني ، ثنا علي بن محمد بن عيسى ، ثنا أبو اليمان ، أخبرني شعيب ، عن الزهري ، قال : حدثني سعيد بن المسيب : أن أول شيء عتب فيه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على أبي لبابة بن عبد المنذر ؛ أنه خاصم يتيما له في عذق نخلة ، فقضى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي لبابة بالعذق ، فضج اليتيم واشتكى إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لأبي لبابة : " هب لي هذا العذق يا أبا لبابة لكي نرده إلى اليتيم " . فأبى أبو لبابة أن يهبه لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " يا أبا لبابة أعطه هذا اليتيم ولك مثله في الجنة " . فأبى أبو لبابة أن يعطيه ، فقال رجل من الأنصار : يا رسول الله ، أرأيت إن ابتعت هذا العذق فأعطيت اليتيم ، ألي مثله في الجنة ؟ فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " نعم " . فانطلق الأنصاري وهو ابن الدحداحة حتى لقي أبا لبابة ، فقال : " يا أبا لبابة أبتاع منك هذا العذق بحديقتي " . وكانت له حديقة نخل ، فقال أبو لبابة : نعم . فابتاعه منه بحديقة فلم يلبث ابن الدحداحة إلا يسيرا حتى جاء كفار قريش يوم أحد ، فخرج مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقاتلهم ، فقتل شهيدا ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " رب عذق مذلل لابن الدحداحة في الجنة " .

                                                                                                                                                وأما حديث لا ضرر ولا ضرار فهو مرسل ، وهو مشترك الدلالة . ( وأما حديث الخشبة ) فمن العلماء من حمله على ظاهره لحمل راويه على الوجوب كما ترى ، ولم أجد للشافعي قولا يخالفه ، بل قد نص في القديم والجديد على ما يوافقه .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية