الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                باب الأمر بالسكون في الصلاة والنهي عن الإشارة باليد ورفعها عند السلام وإتمام الصفوف الأول والتراص فيها والأمر بالاجتماع

                                                                                                                430 حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن المسيب بن رافع عن تميم بن طرفة عن جابر بن سمرة قال خرج علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس اسكنوا في الصلاة قال ثم خرج علينا فرآنا حلقا فقال مالي أراكم عزين قال ثم خرج علينا فقال ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها فقلنا يا رسول الله وكيف تصف الملائكة عند ربها قال يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف وحدثني أبو سعيد الأشج حدثنا وكيع ح وحدثنا إسحق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس قالا جميعا حدثنا الأعمش بهذا الإسناد نحوه

                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيل شمس ) هو بإسكان الميم وضمها وهي التي لا تستقر بل تضطرب وتتحرك بأذنابها وأرجلها ، والمراد بالرفع المنهي عنه هنا رفعهم أيديهم عند السلام مشيرين إلى السلام من الجانبين كما صرح به في الرواية الثانية .

                                                                                                                قوله : ( فرآنا حلقا ) هو بكسر الحاء وفتحها لغتان جمع حلقة بإسكان اللام ، وحكى الجوهري وغيره فتحها في لغة ضعيفة .

                                                                                                                [ ص: 115 ] قوله - صلى الله عليه وسلم - : ( ما لي أراكم عزين ) أي متفرقين جماعة جماعة وهو بتخفيف الزاي الواحدة ( عزة ) ، معناه النهي عن التفرق والأمر بالاجتماع وفيه الأمر بإتمام الصفوف الأول والتراص في الصلاة ومعنى إتمام الصفوف الأول أن يتم الأول ولا يشرع في الثاني حتى يتم الأول ، ولا في الثالث حتى يتم الثاني ، ولا في الرابع حتى يتم الثالث ، وهكذا إلى آخرها .

                                                                                                                وفيه أن السنة في السلام من الصلاة أن يقول : السلام عليكم ورحمة الله عن يمينه ، والسلام عليكم ورحمة الله عن شماله ، ولا يسن زيادة ( وبركاته ) وإن كان قد جاء فيها حديث ضعيف ، وأشار إليها بعض العلماء ولكنها بدعة إذ لم يصح فيها حديث ، بل صح هذا الحديث وغيره في تركها ، والواجب منه السلام عليكم مرة واحدة ، ولو قال : السلام عليك بغير ميم لم تصح صلاته . وفيه دليل على استحباب تسليمتين وهذا مذهبنا ومذهب الجمهور . وقوله - صلى الله عليه وسلم - : ثم يسلم على أخيه من على يمينه وشماله المراد بالأخ الجنس أي إخوانه الحاضرين عن اليمين والشمال . وفيه الأمر بالسكون في الصلاة والخشوع فيها والإقبال عليها وأن الملائكة يصلون وأن صفوفهم على هذه الصفة . والله أعلم .




                                                                                                                الخدمات العلمية