الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                صفحة جزء
                                                                                                                                                11605 ( أخبرنا ) أبو الحسين بن الفضل القطان ببغداد ، ثنا محمد بن الحسن المقرئ ، ثنا محمد بن الحسن بن قتيبة ، ثنا محمد بن عمرو بن الجراح الغزي ، ثنا الوليد بن مسلم ، عن شعيب بن رزيق ، وغيره ، عن عطاء الخراساني ، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن ، وسعيد بن المسيب ، عن أبي هريرة ، قال : لما أراد عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أن يزيد في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقعت زيادته على دار العباس بن عبد المطلب - رضي الله عنه - فأراد عمر - رضي الله عنه - أن يدخلها في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ويعوضه منها ، فأبى ، وقال : قطيعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فاختلفا ، فجعلا بينهما أبي بن كعب - رضي الله عنهم - فأتياه في منزله - وكان يسمى : سيد المسلمين - فأمر لهما بوسادة فألقيت لهما ، فجلسا عليها بين يديه ، فذكر عمر ما أراد ، وذكر العباس قطيعة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال أبي : إن الله عز وجل أمر عبده ونبيه داود - عليه السلام - أن يبني له بيتا ، قال : أي رب ، وأين هذا البيت ؟ قال : حيث ترى الملك شاهرا سيفه ، فرآه على الصخرة ، وإذا ما هناك يومئذ أندر لغلام من بني إسرائيل ، فأتاه داود فقال : إني قد أمرت أن أبني هذا المكان بيتا لله عز وجل ، فقال له الفتى : آلله أمرك أن تأخذها مني بغير رضاي ؟ قال : لا ، فأوحى الله إلى داود - عليه السلام - إني قد جعلت في يدك خزائن الأرض ، فأرضه ، فأتاه داود فقال : إني قد أمرت برضاك ، فلك بها قنطار من ذهب ، قال : قد قبلت يا داود ، وهي خير أم القنطار ؟ قال : بل هي خير ، قال فأرضني قال : فلك بها ثلاث قناطير ، قال : فلم يزل يشدد على داود حتى رضي منه بتسع قناطير ، قال العباس : اللهم لا آخذ لها ثوابا ، وقد تصدقت بها على جماعة المسلمين ، فقبلها عمر - رضي الله عنه - منه ، فأدخلها في مسجد رسول الله - صلى الله عليه وسلم .

                                                                                                                                                التالي السابق


                                                                                                                                                الخدمات العلمية