الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
( قال ) : ولو أكره على أكل وشرب فعليه القضاء دون الكفارة عندنا ، وقال الشافعي رحمه الله تعالى : إن تناول بنفسه مكرها فكذلك ، وإن صب في حلقه لم يفسد صومه واعتبر صنعه في ذلك ونحن نعتبر وصول المفطر إلى باطنه مع ذكره للصوم ، وذلك لا يختلف بفعله وبفعل غيره وكذلك انائم إن صب في حلقه ماء فسد صومه عندنا ، ولم يفسد عند زفر والشافعي رحمهما الله تعالى لأنه أعذر من الناسي إذا لا صنع له أصلا ولكنا نقول : الناسي معدول به عن القياس بالنص ، وهذا ليس في معناه ; لأن النسيان لا صنع فيه للعباد فإذا كان العذر ممن له الحق منع فساد صومه وإليه أشار رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : { إن الله أطعمك وسقاك } وهنا إنما [ ص: 99 ] جاء العذر بسبب مضاف إلى العباد ، وهو النوم منه والصب من غيره ، وهذا غير مانع من فساد الصوم لوصول المفطر إلى باطنه

التالي السابق


الخدمات العلمية