الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                        6024 حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن عمرو عن جابر رضي الله عنه قال هلك أبي وترك سبع أو تسع بنات فتزوجت امرأة فقال النبي صلى الله عليه وسلم تزوجت يا جابر قلت نعم قال بكرا أم ثيبا قلت ثيبا قال هلا جارية تلاعبها وتلاعبك أو تضاحكها وتضاحكك قلت هلك أبي فترك سبع أو تسع بنات فكرهت أن أجيئهن بمثلهن فتزوجت امرأة تقوم عليهن قال فبارك الله عليك لم يقل ابن عيينة ومحمد بن مسلم عن عمرو بارك الله عليك

                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                        9554 وحديث جابر في تزويجه الثيب وفيه " هلا جارية تلاعبها " وقد تقدم شرحه في النكاح والمراد منه قوله فيه " بارك الله عليك " وقوله فيه تزوجت يا جابر قلت نعم قال بكرا أم ثيبا انتصب على حذف فعل تقديره أتزوجت ، وقوله في الجواب " قلت ثيب " بالرفع على أن التقدير مثلا التي تزوجتها ثيب قيل وكان الأحسن النصب على نسق الأول أي تزوجت ثيبا . قلت ولا يمتنع أن يكون منصوبا فكتب بغير ألف على تلك اللغة وقوله فيه " أو تضاحكها " شك من الراوي " وهو يعين أحد الاحتمالين في تلاعبها هل من اللعب أو من اللعاب " وقد تقدم بيانه عند شرحه .

                                                                                                                                                                                                        قوله : لم يقل ابن عيينة ومحمد بن مسلم عن عمرو بارك الله عليك أما رواية سفيان بن عيينة فتقدمت موصولة في المغازي وفي النفقات من طريقه وأما رواية محمد بن مسلم وهو الطائفي فتقدم الكلام عليها في المغازي ومناسبة قوله - صلى الله عليه وسلم - لعبد الرحمن بارك الله لك ولجابر بارك الله عليك أن المراد بالأول اختصاصه بالبركة في زوجته وبالثاني شمول البركة له في جودة عقله حيث قدم مصلحة أخواته على حظ [ ص: 195 ] نفسه فعدل لأجلهن عن تزوج البكر مع كونها أرفع رتبة للمتزوج الشاب من الثيب غالبا




                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية