الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
صفحة جزء
[ ص: 646 ] حرف السين

43- العلامة النبتيتي :

هو سالم النبتيتي
من شيوخنا في الإسناد في بعض إجازاتي في القراءات كالمثبت في مقدمة هذا الكتاب وهو علامة كبير من رجال مشيخة طنطا مشهور في الرجال بالعلامة النبتيتي وبسيدي سالم النبتيتي . ويعد من أقران العلامة سيدي الشيخ علي بن عمر بن أحمد العوفي المعروف بالميهي الكبير .

وممن قرأ عليه العارف بالله سيدي الشيخ مصطفى الميهي الصغير ابن العلامة الميهي الكبير المذكور بعد قراءته على أبيه وكلاهما مترجم له بهذا الملحق من هذا الكتاب - رحم الله الجميع بفضله الواسع آمين .

44- سعيد بن منصور :

هو أبو عثمان سعيد بن منصور بن شعبة المروزي ويقال الطالقاني ثم البلخي المجاور الحافظ
الإمام الحجة صاحب السنن سمع الإمام مالكا وأبا عوانة وطبقتهم وذكر للإمام أحمد بن حنبل فأحسن الثناء عليه وفخم أمره . مات بمكة في رمضان في سنة سبع وعشرين ومائتين للهجرة وهو فوق التسعين رحمه الله تعالى .

انظر تذكرة الحفاظ للذهبي الجزء الثاني ص (416) تقدم .

45- سفيان بن عيينة :

هو أبو محمد سفيان بن عيينة بن ميمون الهلالي العلامة الحافظ شيخ الإسلام محدث الحرم مولى محمد بن مزاحم أخي الضحاك بن مزاحم
وكان إماما حجة واسع العلم كبير القدر .

وقال الترمذي سمعت البخاري يقول سفيان بن عيينة أحفظ من حماد بن زيد . قال حرملة سمعت الشافعي يقول : ما رأيت أحدا فيه من آلة العلم ما في سفيان وما رأيت أحدا أكف عن الفتيا منه . وما رأيت أحدا أحسن لتفسير الحديث منه . وقال ابن وهب : لا أعلم أحدا أعلم بالتفسير منه . وقال أحمد : ما رأيت أحد أعلم بالسنن منه . وقال العجلي : كان ابن عيينة ثبتا في الحديث وحديثه نحو من سبعة آلاف ولم يكن له كتب . ولد سنة سبع ومائة للهجرة . وتوفي رحمه الله [ ص: 647 ] تعالى سنة ثمان وتسعين ومائة للهجرة رحمه الله وطيب ثراه وأكرم مثواه يوم يلقاه .

أفدناه من تذكرة الحفاظ للذهبي الجزء الأول ص (262 - 265) تقدم .

46- شيخ شيوخنا الشيخ سلطان المزاحي الشافعي المصري :

هو سلطان بن أحمد بن سلامة بن إسماعيل أبو العزائم المزاحي
(بفتح الميم وتشديد الزاي) نسبة إلى مزاح قرية بمصر المصري الأزهري الشافعي إمام الأئمة وبحر العلوم وسيد الفقهاء وخاتمة الحفاظ والقراء فريد العصر وقدوة الأنام وعلامة الزمان الورع العابد الزاهد الناسك الصوام القوام .

قرأ بالروايات على الشيخ الإمام المقرئ سيف الدين بن عطاء الله الفضالي بفتح الفاء البصير وأخذ العلوم الدينية عن النور الزيادي وسالم الشبشيري وأحمد بن خليل السبكي وحجازي الواعظ ومحمد القصري تلميذ الشمس محمد الشربيني الخطيب . واشتغل بالعلوم العقلية على شيوخ كثيرين ينيفون على ثلاثين وأجيز بالإفتاء والتدريس سنة ثمان بعد الألف وتصدر بالأزهر للتدريس فكان يجلس في كل يوم مجلسا يقرئ فيه الفقه إلى قبيل الظهر وبقية أوقاته موزعة لقراءة غيره من العلوم، وانتفع الناس بمجلسه وبركة دعائه وطهارة أنفاسه وصدق نيته وصفاء ظاهره وباطنه وموافقة قوله لعمله، وأخذ عنه جمع كثير من العلماء المحققين منهم : الشمس البابلي والعلامة الشبراملسي وعبد القادر الصفوري ومحمد الخباز البطنيني الدمشقيان ومنصور الطوخي ومحمد البقري ومحمد بن خليفة الشوبري وإبراهيم المرحومي والسيد أحمد الحموي وعثمان النحراوي وشاهين الأرمناوي ومحمد البهوتي الحنبلي وعبد القادر الزرقاني المالكي وأحمد البشبيشي وغيرهم وجميع فقهاء الشافعية بمصر في عصرنا لم يأخذوا الفقه إلا عنه وكان بيته بعيدا عن الأزهر، ومع ذلك يأتي إلى الأزهر من أول ثلث الليل الأخير فيستمر يصلي إلى طلوع الفجر ثم يصلي الصبح إماما بالناس ويجلس بعد صلاة الصبح إلى طلوع الشمس لإقراء القرآن من طريق الشاطبية والطيبة والدرة .

زاد عمر رضا كحالة في معجم المؤلفين أنه توفي بالقاهرة في 17 من جمادى سنة خمس وسبعين وألف من الهجرة ا هـ .

[ ص: 648 ] انظر الأعلام للزركلي الجزء الثالث ص (164) تقدم .

وانظر معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة الجزء الرابع ص (238) تقدم قلت : وهذا العلم من رجال إسنادنا في جميع إجازاتنا للقراءات .

47- الطبراني المحدث :

هو أبو القاسم سليمان بن أحمد بن أيوب بن مطير اللخمي الشامي
من كبار المحدثين أصله من طبرية الشام وإليها نسبته وله ثلاث معاجم في الحديث وله كتب في الأوائل والتفسير ودلائل النبوة وغير ذلك .

ولد سنة ستين ومائتين للهجرة وتوفي سنة ستين وثلثمائة عن مائة عام . ا هـ من الأعلام للزركلي الجزء الثالث ص (181) تقدم .

48- أبو داود المحدث :

هو أبو داود سليمان بن الأشعث بن إسحاق بن بشير الأزدي السجستاني
إمام أهل الحديث في زمانه . وله " السنن " أحد الكتب الستة جمع فيه ثمانمائة وأربعة آلاف حديث انتخبها من خمسمائة ألف . ولد سنة اثنتين ومائة من الهجرة وتوفي سنة خمس وسبعين ومائتين رحمه الله تعالى .

انظر الأعلام للزركلي ج3 ص (182) تقدم .

49- سليمان التيمي التابعي :

هو أبو المعتمر سليمان بن طرخان القيسي مولاهم البصري
التابعي الجليل الحافظ الإمام شيخ الإسلام لم يكن تيميا بل نزل فيهم سمع أنس بن مالك وأبا عثمان النهدي وطاوسا والحسن وعدة رضي الله عنهم أجمعين وعن شعبة، والسفيانان وابن المبارك وآخرون قال شعبة : " ما رأيت أحدا أصدق من سليمان التيمي . كان إذا حدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم تغير لونه " . وقال يحيى القطان : " ما رأيت أحدا أخوف لله منه " وله مناقب جمة . وتوفي سنة ثلاث وأربعين ومائة للهجرة رحمه الله تعالى . انتهى ملخصا من تذكرة الحفاظ للذهبي الجزء الأول ص (150 - 152) تقدم .

50- العلامة الجمزوري كان حيا عام 1198 هـ - 1784م :

هو سليمان الجمزوري مقرئ من تصانيفه " تحفة الأطفال في تجويد [ ص: 649 ] القرآن . وفتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال ، والفتح الرحماني بشرح كنز المعاني تحرير حرز الأماني في القراءات السبع ا هـ من معجم المؤلفين لعمر رضا كحالة الجزء الرابع ص (257) تقدم . قلت : هذا ما جاء في معجم المؤلفين كما ذكر . وجاء في كتاب " فتح الأقفال بشرح تحفة الأطفال " للمترجم أن اسمه كما قال هو " سليمان بن حسين بن محمد الجمزوري الشهير بالأفندي " .

ثم ذكر العلامة الشيخ علي محمد الضباع في حاشيته على فتح الأقفال هذا ما نصه : " وأما الناظم -يعني سليمان الجمزوري- فولد بطنتدا " طنطا " في ربيع الأول سنة بضع وستين بعد المائة والألف من الهجرة النبوية وهو شافعي المذهب أحمدي الخرقة شاذلي الطريقة تفقه على مشايخ كثيرين بطنتدا وأخذ القراءات والتجويد عن النور الميهي . وكان تلميذا لسيدي مجاهد الأحمدي رضي الله عنه وقوله : " بالأفندي " هي كلمة تركية يشار بها للتعظيم إلا أنهم يستعملونها بالميم بدل الياء غالبا لقبه به سيدي مجاهد المقدم ، انتهى بلفظه .

51- الأعمش : أحد الأئمة الأربعة الذي وراء العشرة :

هو أبو محمد سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي مولاهم الكوفي الأعمش شيخ الإسلام . رأى أنس بن مالك وحفظ عنه وروى عن ابن أبي أوفى وعكرمة وإبراهيم النخعي وخلق كثير ، وعن شعبة والسفيانين ووكيع وخلائق .

قال ابن المديني : له نحو من ألف وثلاثمائة حديث .

وقال ابن عيينة : كان الأعمش أقرأهم لكتاب الله وأحفظهم للحديث وأعلمهم بالفرائض .

وقال الفلاس : كان الأعمش يسمى المصحف من صدقه .

وقال وكيع : بقي الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى ، وكان رأسا في العلم النافع والعمل الصالح .

[ ص: 650 ] وتوفي في ربيع الأول سنة ثمان وأربعين ومائة وله سبع وثمانون سنة رحمه الله تعالى ا هـ مختصرا من تذكرة الحفاظ الجزء الأول ص (154) تقدم .

52- ابن نجاح :

هو أبو داود سليمان بن نجاح
عالم بالتفسير والقراءات والرسم العثماني للقرآن . ولد في قرطبة ، وله تصانيف بلغت ستا وعشرين مصنفا منها : " البيان في علوم القرآن " و " التبيين لهجاء التنزيل " . ولد سنة ثلاث عشرة وأربعمائة . وتوفي سنة ست وتسعين وأربعمائة للهجرة رحمه الله تعالى .

53- ابن جماز أحد رواة الإمام أبي جعفر المدني :

هو سليمان بن مسلم بن جماز وقيل سليمان بن سالم من جماز بالجيم والزاي مع تشديد الميم أبو الربيع الزهري مولاهم المدني مقرئ جليل ضابط عرض على أبي جعفر ونافع . عرض عليه إسماعيل بن جعفر وقتيبة بن مهران . مات بعد السبعين ومائة فيما أحسب انتهى من غاية النهاية الجزء الأول ص (315) تقدم .

54- سليم صاحب الإمام حمزة الكوفي :

هو أبو عيسى ويقال أبو محمد سليم بن عيسى بن سليم بن عامر بن غالب الحنفي مولاهم الكوفي المقرئ صاحب حمزة الزيات،
الإمام القارئ وأخص تلامذته به وأحذقهم بالقراءة وأقومهم بالحرف وقد قرأ عليه خلائق لا يحصون منهم : خلف بن هشام البزار وخلاد بن خالد الصيرفي وأبو عمر الدوري وعدد كثير وقد رافقه في القراءة علي بن حمزة الكسائي الإمام الكبير كما أنه سمع الحديث من حمزة وسفيان الثوري وطبقتهما وكان يقول : " إنما التحقيق صون القرآن فإذا صنته فقد حققته " . ولد سنة ثلاثين ومائة ، وقيل سنة تسع عشرة ومائة . ا هـ مصححة ، وتوفي سنة ثمان وثمانين ومائة منها رحمه الله رحمة واسعة وجزاه عن كتابه خير الجزاء ا هـ .

انتهى مختصرا من ص (139) ج1 رقم الترجمة 51 ا هـ من معرفة القراء الكبار للذهبي تقدم .

التالي السابق


الخدمات العلمية