الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              7116 [ ص: 575 ] 56 - باب: قول الله تعالى: والله خلقكم وما تعملون [ الصافات: 96 ]

                                                                                                                                                                                                                              إنا كل شيء خلقناه بقدر [ القمر: 49 ].

                                                                                                                                                                                                                              ويقال للمصورين: "أحيوا ما خلقتم". [ انظر: 2105 ]. إن ربكم الله الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام ثم استوى على العرش الآية [ الأعراف: 54 ].

                                                                                                                                                                                                                              قال ابن عيينة: بين الله الخلق من الأمر لقوله تعالى: ألا له الخلق والأمر [ الأعراف: 54 ]. وسمى النبي - صلى الله عليه وسلم - : الإيمان عملا.

                                                                                                                                                                                                                              وقال أبو ذر - رضي الله عنه - وأبو هريرة: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - : أي الأعمال أفضل؟ قال: " إيمان بالله وجهاد في سبيله". [ انظر: 2518، 26 ] وقال: جزاء بما كانوا يعملون ". [ السجدة: 17 ].

                                                                                                                                                                                                                              وقال وفد عبد القيس للنبي - صلى الله عليه وسلم - : مرنا بجمل من الأمر إن عملنا بها دخلنا الجنة. فأمرهم بالإيمان، والشهادة، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، فجعل ذلك كله عملا.

                                                                                                                                                                                                                              7555 - حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب، حدثنا عبد الوهاب، حدثنا أيوب، عن أبي قلابة والقاسم التميمي، عن زهدم قال: كان بين هذا الحي من جرم وبين الأشعريين ود وإخاء، فكنا عند أبي موسى الأشعري، فقرب إليه الطعام فيه لحم دجاج، وعنده رجل من بني تيم الله كأنه من الموالي، فدعاه إليه، فقال: إني رأيته يأكل شيئا فقذرته، فحلفت لا آكله. فقال: هلم فلأحدثك عن ذاك، إني أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في نفر من الأشعريين نستحمله، قال: " والله لا أحملكم، وما عندي ما أحملكم ". فأتي النبي - صلى الله عليه وسلم - بنهب إبل، فسأل عنا فقال: " أين النفر الأشعريون؟ ".

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 576 ] فأمر لنا بخمس ذود غر الذرى، ثم انطلقنا، قلنا: ما صنعنا؟ حلف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يحملنا، وما عنده ما يحملنا، ثم حملنا، تغفلنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يمينه، والله لا نفلح أبدا، فرجعنا إليه فقلنا له، فقال: " لست أنا أحملكم، ولكن الله حملكم، إني والله لا أحلف على يمين فأرى غيرها خيرا منها إلا أتيت الذي هو خير منه وتحللتها ".
                                                                                                                                                                                                                              [ انظر: 3133 - مسلم: 1649 - فتح: 13 \ 527 ].

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية