الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
      ثم قال:

      ........... وعنهما في ساحر في النكر غير الذاريات الآخر


      وقيل بالإثبات كل يعرف     وعن سليمان أتى المعرف

      أخبر عن الشيخين بحذف ألف: "ساحر" المنكر، حيث وقع غير الآخر في سورة "والذاريات"، وأنهما حكيا قولا بإثبات الألف في كل ما وقع من لفظ "ساحر"، المنكر من غير استثناء لفظ منه، ثم أخبر في الشطر الأخير عن سليمان، وهو أبو داود بإثبات ألف: "ساحر"، المعرف.

      أما "ساحر"، المنكر ففي "الأعراف": وأرسل في المدائن حاشرين يأتوك بكل ساحر عليم .

      وهو متعدد في يونس وغيرها.

      وأما "ساحر" الآخر في سورة: "والذاريات" [ ص: 115 ] المستثنى فهو: ما أتى الذين من قبلهم من رسول إلا قالوا ساحر أو مجنون ، واحترز بالآخر عن الأول فيها.

      وهو: فتولى بركنه وقال ساحر أو مجنون .

      وأما المعرف من لفظ: "ساحر"، المثبت لأبي داود ففي: "طه": ولا يفلح الساحر حيث أتى .

      وفي "الزخرف": وقالوا يا أيها الساحر ، وهذا من المواضع التي تبرع الناظم فيها بذكر الإثبات، وكما أن هذا اللفظ مثبت لأبي داود كذلك، هو أيضا مثبت لأبي عمرو؛ إذ هو على وزن فاعل الآتي ثبته عنه.

      (واعلم) أن موضع نص الناظم في: "ساحر"، بالخلاف في الحذف والإثبات إنما هو فيما اتفق القراء فيه على صيغة اسم الفاعل نحو: "قالوا ساحر كذاب " ، أو اختلفوا في قراءته بصيغة اسم الفاعل، أو صيغة فعال، وقرأه نافع بصيغة اسم الفاعل؛ وذلك في "الأعراف": يأتوك بكل ساحر عليم ، وفي ثاني "يونس": وقال فرعون ائتوني بكل ساحر عليم . والعمل عندنا على حذف ألف: "ساحر"، المنكر حيث وقع إلا: "ساحر"، الآخر في سورة "والذاريات"، فألفه ثابتة وعلى إثبات ألف: "الساحر"، المعرف حيث وقع، وقوله: "غير"، منصوب على الاستثناء، وهو على حذف مضاف، أي: "غير ساحر "الذاريات"، والآخر بكسر الخاء نعت للمضاف المحذوف.

      التالي السابق


      الخدمات العلمية