الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( وأما الهمز المتحرك ) فينقسم إلى قسمين : متحرك قبله ساكن ، ومتحرك قبله متحرك . وكل منها ينقسم إلى متطرف ومتوسط . فالمتطرف الساكن ما قبله لا يخلو ذلك الساكن قبله من أن يكون ألفا ، أو ياء ، أو واوا ، أو زائدتين ، أو غير ذلك ، فإن كان ألفا ، فإنه يأتي بعده كل من الحركات الثلاث نحو ( جاء ، و عن أشياء ، و السفهاء ، و منه الماء ، و من السماء ، و من الماء ، و على سواء ، و على استحياء ، ولا نساء من نساء ) وكيفية تسهيل هذا القسم أن يسكن أيضا للوقف ، ثم يبدل ألفا من جنس ما قبله ، والوجه في ذلك أن الهمز لما سكن للوقف لم تعد الألف حاجزا ، فقلبت الهمزة من ذلك ألفا لسكونها وانفتاح ما قبلها ، وهل تبقى تلك الألف ، أو تحذف للساكن ؟ سيأتي بيان ذلك ، وسيأتي أيضا بيان حكم الوقف بالروم ، واتباع الرسم ، وغيره في آخر الباب . وإن كان الساكن قبل الهمز ياء ، أو واوا زائدتين ، فإنه لم يرد في الياء إلا في ( النسيء ) و ( بريء ) ووزنهما " فعيل " ، ولم يأت في الواو إلا في ( قروء ) ووزنه " فعول " وتسهيله أن يبدل الهمز من جنس ذلك الحرف الزائد ويدغم الحرف فيه ، وأما إن كان الساكن غير ذلك من سائر الحروف فتسهيله أن تنقل حركة الهمزة إلى ذلك الساكن ويحركها بها ، ثم تحذف هي كما تقدم في باب النقل ، سواء كان ذلك الساكن صحيحا ، أو ياء ، أو واوا أصليين ، وسواء كانا حرفي مد أو حرفي لين بأي حركة تحركت الهمزة ، فالساكن الصحيح ورد منه في القرآن سبعة مواضع ، منها أربعة الهمزة فيها مضمومة وهي ( دفء ، و ملء ، و ينظر المرء ، و لكل باب منهم جزء ) ومنها موضعان الهمزة فيهما مكسورة ، وهما ( بين المرء وزوجه ، [ ص: 433 ] و بين المرء وقلبه ) وموضع واحد الهمزة فيه مفتوحة وهو ( يخرج الخبء ) ومثال الياء الأصلية وهي حرف المد ( المسيء ، وجيء ، و سيء ، و يضيء ) ومثالها وهي حرف لين ( شيء ) لا غير نحو ( على كل شيء ، و إن زلزلة الساعة شيء ) ومثال الواو الأصلية وهي حرف مد ( لتنوء ، و أن تبوء ، وما عملت من سوء ، و ليسوءوا ) أول سبحان على قراءة حمزة ومن معه ، ومثالها حرف لين ( إنهم كانوا قوم سوء ، للذين لا يؤمنون بالآخرة مثل السوء ) والمتطرف المتحرك المتحرك ما قبله هو الساكن العارض المتطرف . وقد تقدم حكم تسهيله ساكنا ، وسيأتي حكم تسهيله بالروم واتباع الرسم آخر الباب ، إن شاء الله تعالى .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية