الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 568 ] ثم دخلت سنة ثلاث وسبعين ومائة

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فيها توفي محمد بن سليمان بالبصرة ، فأمر الرشيد بالاحتياط على حواصله التي تصلح للخلفاء ، فوجدوا من ذلك شيئا كثيرا جدا ، فقبضوه; من الذهب والفضة والأمتعة التي يستعان بها على الحرب وعلى تقوي المسلمين من العدد والبرك وغير ذلك .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وهو محمد بن سليمان بن علي بن عبد الله بن عباس ، وأمه أم حسن بنت جعفر بن حسن بن حسن بن علي ، وكان من رجالات قريش وشجعانهم . جمع له المنصور بين البصرة والكوفة ، وزوجه المهدي ابنته العباسة ، وكان له من الأموال شيء كثير ، وكان دخله كل يوم مائة ألف . وكان له خاتم من ياقوت أحمر لم ير مثله .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      روى الحديث عن أبيه ، عن جده الأكبر - وهو ابن عباس - حديثا مرفوعا في مسح رأس اليتيم إلى مقدم رأسه ، ومسح رأس من له أب إلى مؤخره .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 569 ] وقد وفد على الرشيد ، فهنأه بالخلافة ، فأكرمه وعظمه ، وزاده في عمله شيئا كثيرا . ولما أراد الخروج خرج معه الرشيد يشيعه إلى كلواذى .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      توفي في جمادى الآخرة من هذه السنة عن إحدى وخمسين سنة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقد أرسل الرشيد من اصطفى من ماله الصامت ، فوجد له من الذهب ثلاثة آلاف ألف دينار ، ومن الدراهم ستين ألف ألف ، خارجا عن الأملاك والجواهر .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقد ذكر ابن جرير أن وفاته ووفاة الخيزران في يوم واحد .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقد وقفت جارية من جواريه على قبره ، فأنشأت تقول :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أمسى التراب لمن هويت مبيتا الق التراب فقل له حييتا     إنا نحبك يا تراب وما بنا
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      إلا كرامة من عليه حثيتا

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وفيها توفيت الخيزران جارية المهدي وأم أميري المؤمنين الهادي والرشيد ، اشتراها المهدي وحظيت عنده جدا ، ثم أعتقها وتزوجها ، وولدت له خليفتين; موسى الهادي والرشيد ، ولم يتفق هذا لغيرها من النساء إلا لولادة بنت العباس العبسية ، زوجة عبد الملك بن مروان ، وهي أم الوليد وسليمان . وإلا لشاهفرند [ ص: 570 ] بنت فيروز بن يزدجرد ، ولدت لمولاها الوليد بن عبد الملك بن مروان ، يزيد وإبراهيم ، وكلاهما ولي الخلافة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقد روي من طريق الخيزران ، عن مولاها المهدي ، عن أبيه ، عن جده ، عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من اتقى الله وقاه الله كل شيء .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ولما عرضت على المهدي ليشتريها أعجبته إلا دقة ساقيها ، فقال لها : يا جارية ، إنك لعلى غاية المنى لولا خموشة في ساقيك . فقالت : يا أمير المؤمنين ، إنك أحوج ما تكون إليهما لا تراهما . فاستحسن جوابها واشتراها ، وحظيت عنده جدا .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقد حجت الخيزران مرة في حياة المهدي ، فكتب إليها وهي بمكة يستوحش لها ، ويتشوق إليها ، يقول :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      نحن في غاية السرور ولكن     ليس إلا بكم يتم السرور
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      عيب ما نحن فيه يا أهل ودي     أنكم غيب ونحن حضور
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فأجدوا في السير بل إن قدرتم     أن تطيروا مع الرياح فطيروا

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فأجابته أو قالت لمن أجابه :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قد أتانا الذي وصفت من الشو     ق فكدنا وما فعلنا نطير
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 571 ] ليت أن الرياح كن يؤدي     ن إليكم ما قد يجن الضمير
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      لم أزل صبة فإن كنت بعدي     في سرور فدام ذاك السرور

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وذكروا أنه أهدى إليها محمد بن سليمان نائب البصرة مائة وصيف ، مع كل وصيف جام من فضة مملوء مسكا . فكتبت إليه : إن كان ما بعثته ثمنا عن ظننا فيك فظننا فيك أكثر مما بعثت ، وقد بخستنا في الثمن ، وإن كنت تريد به زيادة المودة فقد اتهمتني في المودة . وردتها عليه .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقد اشترت الدار المشهورة بها بمكة المعروفة بدار الخيزران ، فزادتها في المسجد الحرام .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وكان مغل ضياعها في كل سنة ألف ألف وستين ألفا .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      واتفق موتها ببغداد ليلة الجمعة لثلاث بقين من جمادى الآخرة من هذه السنة ، فخرج ابنها الرشيد في جنازتها وهو حامل سريرها يخب في الطين ، فلما انتهى إلى المقبرة أتي بماء ، فغسل رجليه ولبس خفا ، وصلى عليها ، ونزل في لحدها ، فلما خرج من القبر أتي بسرير ، فجلس عليه ، واستدعى بالفضل بن الربيع ، فولاه الخاتم والنفقات . وأنشد الرشيد قول متمم بن نويرة حين دفن أمه الخيزران :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 572 ]

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وكنا كندماني جذيمة برهة     من الدهر حتى قيل لن يتصدعا
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فلما تفرقنا كأني ومالكا     لطول اجتماع لم نبت ليلة معا

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وممن توفي في هذه السنة غادر جارية كانت لموسى الهادي ، وكان يحبها حبا شديدا جدا ، وكانت تحسن الغناء جيدا ، فبينما هي يوما تغنيه إذ أخذته فكرة غيبته عنها ، وتغير لونه ، فسأله بعض الحاضرين : ما هذا يا أمير المؤمنين؟ فقال : أخذتني فكرة; أني أموت ، وأن أخي هارون يتولى الخلافة بعدي ، ويتزوج جاريتي هذه . ففداه الحاضرون ، ودعوا له بطول العمر ، فاستدعى أخاه هارون ، فأخبره بما وقع في فكره ، فعوذه الرشيد من ذلك ، فاستحلفه الهادي بالأيمان المغلظة من الطلاق والعتاق والحج ماشيا حافيا أن لا يتزوجها ، فحلف له ، واستحلف الجارية بالحج والعتاق ، فحلفت له ، فلم يكن إلا أقل من شهر حتى مات ، فلما كان بعد ذلك بعث الرشيد إليها يخطبها ، فقالت : كيف بالأيمان التي حلفتها وحلفتها؟ فقال : أنا أكفر عنك وعني . وتزوجها فحظيت عنده أيضا جدا حتى كانت تنام في حجره فلا يتحرك خشية أن يزعجها من منامها ، فبينما هي ذات ليلة نائمة معه إذ انتبهت مذعورة تبكي ، فقال لها : ما شأنك؟ فقالت : يا أمير المؤمنين ، رأيت الهادي مولاي في منامي هذا وهو يقول :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أخلفت عهدي بعد ما     جاورت سكان المقابر
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ونسيتني وحنثت في     أيمانك الكذب الفواجر
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ونكحت غادرة أخي     صدق الذي سماك غادر
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 573 ] أمسيت في أهل البلى     وغدوت في الحور الغرائر
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      لا يهنك الإلف الجدي     د ولا تدر عنك الدوائر
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ولحقت بي قبل الصبا     ح وصرت حيث غدوت صائر

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      فقال لها الرشيد : إنما هذا أضغاث أحلام . فقالت : كلا والله يا أمير المؤمنين ، لكأنما كتبت هذه الأبيات في قلبي . ثم ما زالت تضطرب وترتعد حتى ماتت قبل الصباح .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      هيلانة جارية الرشيد ، وهو الذي سماها هيلانة لكثرة قولها : هي لانة .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال الأصمعي : وكان لها محبا ، وكانت قبله ليحيى بن خالد بن برمك ، فدخل الرشيد يوما منزله قبل الخلافة ، فاعترضته في الطريق ، فقالت : أما لنا منك نصيب؟ فقال لها؟ وكيف السبيل إلى ذلك؟ فقالت : استوهبني من هذا الشيخ . فاستوهبها من يحيى بن خالد ، فوهبها له فحظيت عنده ، ومكثت عنده ثلاث سنين ، ثم توفيت ، فحزن عليها حزنا شديدا ورثاها واسترثاها ، وكان من قوله فيها :


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قد قلت لما ضمنوك الثرى     وجالت الحسرة في صدري
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      اذهب فلا والله لا سرني     بعدك شيء آخر الدهر

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      وقال العباس بن الأحنف في موتها :

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      [ ص: 574 ]

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      يا من تباشرت القبور بموتها     قصد الزمان مساءتي فرماك
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      أبغي الأنيس فما أرى لي مؤنسا     إلا التردد حيث كنت أراك
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      ملك بكاك وطال بعدك حزنه     لو يستطيع بملكه لفداك
                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      تحمي الفؤاد عن النساء حفيظة     كيلا يحل حمى الفؤاد سواك

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      قال : فأمر له الرشيد بأربعين ألفا; لكل بيت عشرة آلاف .

                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية