الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                            صفحة جزء
                                                                                            11805 - وعن عبد الله بن عمرو قال : بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحدثنا على باب الحجرات ، إذ أقبل أبو بكر ، وعمر ، ومعهما فئام من الناس يجاوب بعضهم بعضا ويرد بعضهم على بعض ، فلما رأوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سكتوا ، فقال : " ما كلام سمعته آنفا جاوب بعضكم بعضا ويرد بعضكم على بعض ؟ " ، فقال [ ص: 192 ] رجل : يا رسول الله ، زعم أبو بكر أن الحسنات من الله والسيئات من العباد ، وقال عمر : الحسنات والسيئات من الله ، فتابع هذا قوم وهذا قوم ، فأجاب بعضهم بعضا ورد بعضهم على بعض ، فالتفت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى أبي بكر فقال : " كيف قلت ؟ " ، قال قوله الأول ، والتفت إلى عمر ، فقال قوله الأول ، فقال : " والذي نفسي بيده ، لأقضين بينكم بقضاء إسرافيل بين جبريل وميكائيل ، فهما والذي نفسي بيده أول خلق الله تكلم فيه ، فقال ميكائيل بقول أبي بكر ، وقال جبريل بقول عمر ، فقال جبريل لميكائيل : إنا متى يختلف أهل السماء يختلف أهل الأرض فلنتحاكم إلى إسرافيل ، فتحاكما إليه فقضى بينهما بحقيقة القدر خيره وشره حلوه ومره ، كله من الله - عز وجل - وأنا قاض بينكما " ، ثم التفت إلى أبي بكر فقال : " يا أبا بكر ، إن الله - تبارك وتعالى - لو أراد أن لا يعصى لم يخلق إبليس " ، فقال أبو بكر : صدق الله ورسوله .

                                                                                            رواه الطبراني في الأوسط واللفظ له ، والبزار بنحوه ، وفي إسناد الطبراني عمر بن الصبح وهو ضعيف جدا ، وشيخ البزار السكن بن سعيد ولم أعرفه ، وبقية رجال البزار ثقات وفي بعضهم كلام لا يضر ، قلت : وتأتي أحاديث في مواضعها من هذا النحو .

                                                                                            التالي السابق


                                                                                            الخدمات العلمية