الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                              نكتة أصولية : في هذا كله دليل على أن تأليف القرآن كان منزلا من عند الله ، وأن تأليفه من تنزيله يبينه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه ، ويميزه لكتابه ، ويرتبه على أبوابه ، إلا هذه السورة فلم يذكر لهم فيها شيئا ; ليتبين الخلق أن الله يفعل ما يشاء ، ويحكم ما يريد ، ولا يسأل عن ذلك كله ، ولا يعترض عليه ، ولا يحاط بعلمه إلا بما أبرز منه إلى الخلق ، وأوضحه بالبيان .

                                                                                                                                                                                                              ودل بذلك على أن القياس أصل في الدين ; ألا ترى إلى عثمان وأعيان الصحابة كيف لجئوا إلى قياس الشبه عند عدم النص ، ورأوا أن قصة " براءة " شبيهة بقصة " الأنفال " فألحقوها بها ؟ فإذا كان الله قد بين دخول القياس في تأليف القرآن فما ظنك بسائر الأحكام .

                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية