الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                            معلومات الكتاب

                                                                                                                            مواهب الجليل في شرح مختصر خليل

                                                                                                                            الحطاب - محمد بن محمد بن عبد الرحمن الرعينى

                                                                                                                            صفحة جزء
                                                                                                                            ص ( وحسب قشر الأرز والعلس ) ش : أي في جملة النصاب ولا يزاد في النصاب لأجله ، ونحو هذا للشارح في الشرح الكبير خلاف قوله في الوسط والصغير يحسبان ليسقطان فاعترض عليه والعلس بفتح أوله وثانيه

                                                                                                                            ص ( وما تصدق به واستأجر قتا )

                                                                                                                            ش : [ ص: 285 ] أي ويحسب أيضا ما تصدق به فما أكله أو علفه دوابه أولى ، وكذا ما استأجر به من القت وهو جمع قتة وهي الحزم التي تعمل عند حصاد الزرع ، قال في المدونة : ويحسب على رب الحائط ما أكل أو علف أو تصدق بعد طيبه ابن يونس ، قال مالك : ويحسب على الرجل كل ما أهدى أو علف أو تصدق به أو وهبه من زرعه بعد ما أفرك إلا الشيء التافه اليسير فلا يحسب ما كان من ذلك قبل أن يفرك ، قال ابن القاسم : وأما ما أكلت الدواب بأفواهها عند الدرس فلا يحسب ، انتهى . وقال أبو الحسن : قوله في المدونة " بعد طيبه " مفهومه لو كان قبل طيبه فلا يحسب وهو صحيح ، انتهى . واعلم أن ما أكل من الثمار قبل طيبها كالبلح ومن الزرع قبل أن يفرك ، قال ابن رشد : لا اختلاف أنه لا يحسب ; لأن الزكاة لم تجب بعد ، قال : واختلف فيما إذا أكل من ذلك كله أخضر بعد وجوب الزكاة فيه بالإزهاء في الثمار والإفراك في الحب على ثلاثة أقوال : أحدها - قول مالك أنه يجب عليه أن يحصي ذلك كله ويخرج زكاته ، والثاني - ليس عليه ذلك وهو قول الليث والشافعي ، والثالث - يجب ذلك في الحبوب لا في الثمار ، وقد روي عن مالك مثله ، قاله في سماع يحيى من زكاة الثمار ، وقال في رسم الشريكين من سماع ابن القاسم ، وأما ما أكل بعد يبسه أو علفه فلا اختلاف في أنه يجب عليه أن يحصيه وكذا ما تصدق به عند مالك .

                                                                                                                            ( تنبيهات الأول ) تقدم في كلام ابن يونس استثناء الشيء التافه اليسير أنه لا يحتسب وكذا ، قال ابن رشد ، قال الشيخ أبو الحسن : وهو تفسير المدونة .

                                                                                                                            ( الثاني ) قال أبو الحسن : قوله " يحسب ما تصدق به " قالوا معناه إلا أن ينوي به الزكاة فيجزيه ، وقال في الرسم المذكور من البيان : ولا يجوز له أن يحسبه من زكاته إذا نوى به صدقة التطوع ، وكذلك لو أعطى ولا نية له في تطوع ولا زكاة ، انتهى . وهو ظاهر إذا كان يعلم كيله وإلا فيقتصر منه على القدر المحقق .

                                                                                                                            ( الثالث ) يحسب عليه جميع ما استأجر به في حصاده ودراسه وجداده ، ولقط الزيتون فإنه يحسب ويزكي عليه سواء كان كيلا معينا أو جزءا كالثلث والربع ونحوه ، قال في العتبية : ونقله ابن يونس وغيره ، قال أبو الحسن : وأما ما لقطه اللقاط فلا يزكي عنه إذا كان ربه قد تركه على أن لا يعود إليه ، وأما اللقاط الذي مع الحصاد فإنه يزكي عما لقطه اللقاط ; لأن ما أخذه في معنى الإجارة ، انتهى .

                                                                                                                            ص ( لا أكل دابة في درسها )

                                                                                                                            ش : ابن رشد ; لأنه أمر غالب بمنزلة ما أكلته الوحوش أو ذهب بأمر من السماء ، انتهى . من الرسم المذكور

                                                                                                                            التالي السابق


                                                                                                                            الخدمات العلمية