الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                  صفحة جزء
                                                                  113 - بشر بن عاصم .

                                                                  1219 - حدثنا الحسين بن إسحاق التستري ، ثنا محمود بن خالد الدمشقي ، ثنا سويد بن عبد العزيز ، ثنا سيار أبو الحكم ، عن أبي وائل شقيق بن سلمة ، أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، استعمل بشر بن عاصم على صدقات هوازن فتخلف بشر فلقيه عمر فقال : ما خلفك أما لنا عليك سمع وطاعة ؟ ، قال : بلى ، ولكن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من ولي شيئا من أمر المسلمين أتي به يوم القيامة ، حتى يوقف على جسر جهنم ، فإن كان محسنا تجاوز ، وإن كان مسيئا انخرق به الجسر فهوى فيه سبعين خريفا " قال : فخرج عمر رضي الله عنه ، كئيبا حزينا فلقيه أبو ذر فقال : مالي أراك كئيبا حزينا ؟ قال : ما يمنعني أن أكون كئيبا حزينا ، وقد سمعت بشر بن عاصم يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من ولي شيئا من أمر المسلمين أتي به يوم القيامة ، حتى يوقف على جسر جهنم ، فإن كان محسنا تجاوز ، وإن كان مسيئا انخرق به الجسر فهوى فيه سبعين خريفا " ، قال أبو ذر : وما سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : لا ، قال : أشهد أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " من ولي أحدا من الناس أتي به يوم القيامة ، حتى يوقف على جسر جهنم ، فإن كان محسنا تجاوز ، وإن كان مسيئا انخرق به الجسر ، فهوى فيه سبعين خريفا ، وهي سوداء مظلمة "

                                                                  فأي الحديثين أوجع لقلبك ؟ قال : كلاهما قد أوجع قلبي فمن [ ص: 40 ] يأخذها بما فيها ، وقال أبو ذر : " من سلت الله أنفه ، وألصق خده بالأرض ، أما إنا لا نعلم إلا خيرا ، وعسى إن وليتها من لا يعدل فيها أن لا تنجو من إثمها "
                                                                  .

                                                                  التالي السابق


                                                                  الخدمات العلمية