الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        ولقد ضربنا للناس في هذا القرآن من كل مثل ولئن جئتهم بآية ليقولن الذين كفروا إن أنتم إلا مبطلون كذلك يطبع الله على قلوب الذين لا يعلمون فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون

                                                                                                                                                                                                                                        قوله : فاصبر إن وعد الله حق هذا خطاب للنبي صلى الله عليه وسلم ويحتمل وجهين :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدهما : أن وعد الله في نصرك وتأييدك حق .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : أن وعده في انتقامه من أعدائك حق .

                                                                                                                                                                                                                                        ولا يستخفنك فيه ثلاثة أوجه :

                                                                                                                                                                                                                                        أحدها : لا يستعجلنك ، قاله ابن شجرة .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : لا يستفزنك ، قاله يحيى بن سلام .

                                                                                                                                                                                                                                        الثالث : لا يستنزلنك ، قاله النقاش .

                                                                                                                                                                                                                                        الذين لا يوقنون فيه وجهان :

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 325 ] أحدهما : لا يؤمنون .

                                                                                                                                                                                                                                        الثاني : لا يصدقون بالبعث والجزاء ، روى سعيد عن قتادة أن رجلا من الخوارج قال لعلي كرم الله وجهه وهو خلفه في صلاة الصبح لئن أشركت ليحبطن عملك الآية . فقال له علي وهو في الصلاة فاصبر إن وعد الله حق ولا يستخفنك الذين لا يوقنون ، والله أعلم .

                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية