الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                      صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                      ولا يحسبن الذين كفروا سبقوا إنهم لا يعجزون

                                                                                                                                                                                                                                      )59 (ولا يحسبن) بالياء وفتح السين: شامي، وحمزة، ويزيد، وحفص. وبالتاء وفتح السين: أبو بكر. وبالتاء وكسر السين: غيرهم. الذين كفروا سبقوا فاتوا، وأفلتوا من أن يظفر بهم إنهم لا يعجزون إنهم لا يفوتون، ولا يجدون طالبهم عاجزا عن إدراكهم، (أنهم): شامي، أي: لأنهم، وكل واحدة من المكسورة والمفتوحة تعليل، غير أن المكسورة على طريقة الاستئناف، والمفتوحة تعليل صريح، فمن قرأ بالتاء فـ " الذين كفروا " مفعول أول، والثاني سبقوا ومن قرأ بالياء فـ " الذين كفروا " فاعل، و سبقوا مفعول، تقديره: أن سبقوا، فحذف أن، وأن مخففة من الثقيلة، أي: أنهم سبقوا، فسد مسد المفعولين، أو يكون الفاعل مضمرا، أي: ولا يحسبن محمد الكافرين سابقين، ومن ادعى تفرد حمزة بالقراءة ففيه نظر، لما بيننا من عدم تفرده بها، وعن الزهري: أنها نزلت فيمن أفلت من فل المشركين.

                                                                                                                                                                                                                                      التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                      الخدمات العلمية