الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                                        صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                                        فلولا كانت قرية آمنت [98]

                                                                                                                                                                                                                                        قال الأخفش والكسائي أي فهلا ، قال الفراء : وفي حرف أبي ( فهلا ) لأن معناه أنهم لم يؤمنوا ، وقال غيره : المعنى فلم تكن قرية آمنت بمن حقت عليهم كلمات ربك أي أهل قرية ( إلا قوم يونس ) نصبت لأنه استثناء ليس من الأول أي لكن قوم يونس هذا قول الكسائي والأخفش والفراء وأنشد سيبويه :

                                                                                                                                                                                                                                        [ ص: 269 ]

                                                                                                                                                                                                                                        من كان أسرع في تفرق فالح فلبونه جربت معا وأغدت     إلا كناشرة الذي ضيعتم
                                                                                                                                                                                                                                        كالغصن في غلوائه المتنبت



                                                                                                                                                                                                                                        ويجوز إلا قوم يونس بالرفع وأنشد سيبويه :


                                                                                                                                                                                                                                        وبلدة ليس بها أنيس     إلا اليعاقير وإلا العيس



                                                                                                                                                                                                                                        ورفعه عند سيبويه من جهتين إحداهما أن يكون الأول توكيدا والجهة الأخرى أن يجعل اليعافير والعيس أنيسها ومن أحسن ما قيل في الرفع ما قاله أبو إسحاق قال يكون المعنى غير قوم يونس فلما جاء بإلا أعرب الاسم الذي بعدها بإعراب غير كما قال :


                                                                                                                                                                                                                                        وكل أخ مفارقه أخوه     لعمر أبيك إلا الفرقدان



                                                                                                                                                                                                                                        التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                                        الخدمات العلمية