الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                  2746 114 - حدثنا أحمد بن محمد قال : أخبرنا عبد الله قال : أخبرنا الأوزاعي عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال : كان أبو طلحة يتترس مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بترس واحد ، وكان أبو طلحة حسن الرمي ، فكان إذا رمى تشرف النبي - صلى الله عليه وسلم - فينظر إلى موضع نبله .

                                                                                                                                                                                  التالي السابق


                                                                                                                                                                                  مطابقته للترجمة ظاهرة في المجن والتستر بترس صاحبه .

                                                                                                                                                                                  وأحمد بن محمد أبو حسن الخزاعي المروزي ، وعبد الله هو ابن المبارك المروزي ، والأوزاعي هو عبد الرحمن وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة واسمه زيد بن سهل الأنصاري ابن أخي أنس بن مالك ، وسيأتي بأتم من هذا في غزوة أحد .

                                                                                                                                                                                  قوله : " يتترس مع النبي - صلى الله عليه وسلم - بترس واحد " لأن الرامي لا يمسك الترس ; لأنه يرمي بيديه جميعا ، فيستره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لئلا يرمى ، وكان حسن الرمي وانكسر في يده قوسان أو ثلاثة ، وفي رواية أنه كان يقول لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : لا تنصرف فيصيبك العدو ونحري دون نحرك ، وفي حديث سهل : لما أصيب سيدنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوم أحد بما ذكر من كسر البيضة والرباعية ، وهي السن التي بين الثنية والناب ، وأدمى وجهه عتبة بن أبي وقاص أخو سعد ، ورماه ابن قميئة وقال خذها وأنا ابن قميئة ، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : أقمأك الله في النار ، فدخل بعد ذلك في صبرة غنم ، فنطحه تيس منها وراءه ، فلم يوجد له مكان ، وأراد أبي بن خلف أن يرميه ، فأراد أبو طلحة أن يحول بينه وبينه ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : كما أنت ، ورمى رسول الله - صلى الله تعالى عليه وسلم - فأصابه تحت سابغة الدرع في نحره فمات من يومه .

                                                                                                                                                                                  قوله : " تشرف " يقال : تشرف الرجل إذا تطلع على شيء من فوق ، ويروى يشرف بضم الياء من الإشراف .




                                                                                                                                                                                  الخدمات العلمية