الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                                                                                                                                                              صفحة جزء
                                                                                                                                                                                                                              687 [ ص: 597 ] 72 - باب: إقبال الإمام على الناس عند تسوية الصفوف

                                                                                                                                                                                                                              719 - حدثنا أحمد بن أبي رجاء قال: حدثنا معاوية بن عمرو قال: حدثنا زائدة بن قدامة قال: حدثنا حميد الطويل، حدثنا أنس قال: أقيمت الصلاة، فأقبل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوجهه فقال: " أقيموا صفوفكم وتراصوا، فإني أراكم من وراء ظهري". [انظر: 718 - مسلم: 434 - فتح: 2 \ 208]

                                                                                                                                                                                                                              التالي السابق


                                                                                                                                                                                                                              ذكر فيه حديث أنس: أقيمت الصلاة، فأقبل علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بوجهه فقال: "أقيموا صفوفكم وتراصوا، فإني أراكم من وراء ظهري".

                                                                                                                                                                                                                              وقد سلف في الباب قبله. وفيه: دليل على جواز الكلام بين الإقامة والإحرام بالصلاة ولا بأس به عند الفقهاء الحجازيين، وهو رد على الكوفيين، وقد سلف ذلك في أبواب الأذان.

                                                                                                                                                                                                                              وقوله: "وتراصوا" أي: انضموا.

                                                                                                                                                                                                                              قال صاحب "العين": رصصت البنيان رصا: ضممته. وتراصوا في الصفوف منه. وقد ذكر الله تعالى: الذين يقاتلون في سبيله صفا كأنهم بنيان مرصوص [الصف: الآية 4].

                                                                                                                                                                                                                              ومدحهم بذلك وقضى بالمحبة للمصطفين في طاعة. فدل أن الصف في الصلاة كالصف في سبيل الله.

                                                                                                                                                                                                                              وفي "صحيح مسلم" من حديث جابر بن سمرة قال: خرج علينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: "ألا تصفون كما تصف الملائكة عند ربها". فقلنا: يا رسول الله وكيف تصف الملائكة عند ربها؟

                                                                                                                                                                                                                              [ ص: 598 ] قال: "يتمون الصفوف الأول ويتراصون في الصف".


                                                                                                                                                                                                                              وفي "سنن أبي داود" و"صحيح ابن حبان" من حديث أنس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "رصوا صفوفكم وقاربوا بينها وحازوا بالأعناق، فوالذي نفسي بيده إن الشيطان يدخل من خلل الصف كأنها الحذف".

                                                                                                                                                                                                                              الحذف: بحاء مهملة مفتوحة وذال معجمة مفتوحة أيضا ثم فاء، وهي غنم صغار سود تكون باليمن، وفسرها مسلم بالنقد [ ص: 599 ] - بالتحريك - وهي جنس من الغنم قصار الأرجل قباح الوجوه تكون في البحرين، الواحدة: نقدة.

                                                                                                                                                                                                                              قال الأصمعي: أجود الصوف صوفها.

                                                                                                                                                                                                                              وفي رواية للبيهقي: قيل: يا رسول الله، وما أولاد الحذف؟ قال: "ضأن جرد سود تكون بأرض اليمن".

                                                                                                                                                                                                                              قال الخطابي: ويقال: أكثر ما تكون بأرض الحجاز. وفي "صحيح مسلم" من حديث أبي مسعود أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يمسح مناكبنا في الصلاة ويقول: "استووا ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم"... الحديث.




                                                                                                                                                                                                                              الخدمات العلمية