الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                                                              صفحة جزء
                                                                                              1332 [ 672 ] وعن عبد الله قال : قال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : اقرأ علي القرآن قال : فقلت : يا رسول الله ! أقرأ عليك وعليك أنزل ؟ قال : إني أشتهي أن أسمعه من غيري . قال : فقرأت النساء حتى إذا بلغت قوله : فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا [ النساء : 41 ] رفعت رأسي أو غمزني رجل إلى جنبي فرفعت رأسي ، فرأيت دموعه تسيل .

                                                                                              وفي رواية : قال لي وهو على المنبر : اقرأ علي .

                                                                                              رواه أحمد (1 \ 433)، والبخاري (5050)، ومسلم (800) (247)، وأبو داود (3668)، والترمذي (3027 و 3028)، وابن ماجه (4194) .

                                                                                              [ ص: 427 ]

                                                                                              التالي السابق


                                                                                              [ ص: 427 ] وقوله : إني أشتهي أن أسمعه من غيري ; أي : أستطيب ذلك ، وذلك أن السامع قد يكون أحضر من القارئ ; لاشتغال القارئ بالقراءة وكيفيتها ، ويحتمل أن يكون : أشتهي بمعنى : أحب . وفيه : بيان سنة قراءة الطالب على الشيخ كما قدمناه آنفا .

                                                                                              وقوله : حتى بلغت : فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا [ النساء : 41 ] وذكر بكاء النبي - صلى الله عليه وسلم - ; كان ذلك منه لعظم ما تضمنته هذه الآية من هول المطلع ، وشدة الأمر . وفي غير الأم أنه قال : لما بلغتها ; قال : حسبك ; احتج به أهل التجويد على جواز الوقف الكافي من الآي ، والمقاطع ; لأن الكلام حيث قال له : حسبك ، غير تام ، بل تمامه فيما بعده . وقد قيل : إن قوله لعبد الله : حسبك تنبيه على ما في الآية ، لا أنه وقفه هناك .




                                                                                              الخدمات العلمية